نظرة عامة

تُعدّ متلازمة زولينجر إليسون(ZES) من الاضطرابات النادرة التي تنشأ عن تكوّن أورام تُعرف باسم ورم غاستريني في كلٍ من البنكرياس أو الاثني عشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة). تتميّز هذه الأورام بقدرتها على إفراز كميات مفرطة من هرمون الغاسترين، وهو الهرمون المسؤول بطبيعته عن تحفيز المعدة لإنتاج الحمض المعدي. عندما يتضاعف إفراز هذا الهرمون خارج المعدلات الطبيعية، تتولد حالة من فرط الحموضة في المعدة، تؤدي بدورها إلى نشوء قرحات هضمية مزمنة ومؤلمة، غالبًا ما تكون مُقاوِمة للعلاج التقليدي، كما قد تظهر أعراض مصاحبة مثل الإسهال المتكرر، وعسر الهضم، واضطرابات في امتصاص الغذاء.

تُعالج هذه الحالة في كثير من الأحيان عن طريق الجراحة، لاسيما عندما يُستطاع تحديد موقع الورم بدقة. إذ يُتيح الاستئصال الجراحي إمّا فرصة شفاء دائم أو على الأقل تخفيفًا ملموسًا في الأعراض، مما يُحسِّن من جودة الحياة لدى المريض بشكل واضح.

لماذا تُعد الجراحة ضرورية لعلاج متلازمة زولينجر إليسون؟

الأورام المصاحبة لهذا الاضطراب قد تكون سرطانية بطبيعتها، أو قد تتحوّل إلى أورام خبيثة مع مرور الزمن، مما يُشكّل تهديدًا حقيقيًا على حياة المريض إن تُركت دون استئصال.

في كثير من الأحيان، تُعجز الخيارات العلاجية غير الجراحية عن ضبط مستويات الحمض المعدي أو كبح نمو الأورام الغدية المنتجة للغاسترين، مما يستدعي اللجوء إلى الجراحة.

تُتيح العملية الجراحية الفرصة لاستئصال هذه الأورام من البنكرياس أو الاثني عشر، الأمر الذي يُسهم في خفض مستويات هرمون الغاسترين بشكل مباشر وفعّال.

تُساعد الجراحة في التخفيف من الأعراض الحادة والمزعجة، مثل آلام البطن الشديدة، والقرحات المعدية المتكررة، والإسهال المزمن، مما يُحسّن من راحة المريض ونمط حياته.

كما تُسهم في الوقاية من المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن فرط إفراز الحمض المعدي على المدى الطويل، مثل تآكل جدار المعدة أو انسداد الأمعاء.

الفوائد الرئيسية لجراحة علاج متلازمة زولينجر إيليسون

إمكانية الشفاء إذا تم استئصال الورم الغاستريني بالكامل، مما يعيد الأمل في حياة خالية من الأعراض.

تقليل الحاجة إلى تناول الأدوية الدائمة أو العلاجات المثبطة للحمض، مما يخفف من الأعباء العلاجية اليومية.

تحسين جودة الحياة من خلال القضاء على الأعراض الهضمية الحادة التي تؤثر على راحة المريض، مثل الألم المستمر والإسهال المزمن.

الكشف عن أورام أخرى خفية أثناء العملية، مما يسهم في تقديم علاج شامل لحالة المريض.

فرصة الشفاء على المدى الطويل لبعض المرضى الذين قد يحصلون على تحسن دائم في حالتهم بعد الجراحة، مما يساهم في تحسن صحتهم العامة.

كيف يجب عليك التحضير قبل علاج جراحة متلازمة زولينجر إليسون؟

إجراء تحاليل الدم الكاملة لقياس مستويات الجاسترين، وذلك لتحديد مدى تأثير الأورام على الحالة الصحية.

إجراء الفحوصات التصويرية مثل الأشعة المقطعية (CT)، أوالتصوير بالرنين المغنطيسي (MRI)، أو الموجات فوق الصوتية التنظيرية، لتحديد مواقع الأورام بدقة، مما يساعد الطبيب في اتخاذ القرار الصحيح حول العلاج الأنسب.

مناقشة جميع الأدوية المتناولة، لا سيما الأدوية التي تقلل من الحموضة أو مميعات الدم، حيث قد يكون لها تأثير على سير الجراحة أو فترة التعافي.

الالتزام بالتعليمات الغذائية أو الصيام كما يوصي الطبيب، لضمان أن تكون المعدة خالية من الطعام استعدادًا للجراحة.

التوقف عن التدخين وتقليل تناول الكحول دعمًا لعملية الشفاء السريع، حيث يُساعد الامتناع عن هذه العادات في تسريع عملية التعافي بعد الجراحة.

التحضير الذهني لفترة التعافي وما قد يتطلبه الأمر من إقامة في المستشفى، مما يساهم في الاستعداد الجيد والتكيف مع التغيرات التي قد تحدث بعد الجراحة.

كيف يتم إجراء جراحة علاج متلازمة زولينجر إيليسون؟

تُجرى الجراحة تحت التخدير العام في غرفة عمليات معقمة، حيث يتم التأكد من بيئة خالية تمامًا من أي تلوث لضمان سلامة المريض.

يقوم الجراحون بتحديد المواقع الدقيقة للأورام المنتجة للغاسترين (الأورام الجاسترينية) ثم إزالتها بشكل دقيق، وذلك بهدف خفض مستويات الهرمون في الدم وتخفيف الأعراض المصاحبة.

في الحالات التي تكون فيها الأورام صغيرة أو موجودة في البنكرياس أو الاثني عشر، قد يتم استخدام تقنيات جراحية طفيفة التوغل، مثل المنظار، مما يتيح الوصول إلى الأورام بطريقة أقل تأثيرًا على الأنسجة المحيطة.

أما في الحالات المعقدة التي تتطلب فحصًا أدق، فقد يكون من الضروري اللجوء إلى الجراحة المفتوحة، حيث يتم استكشاف العقد اللمفاوية القريبة أو حتى الكبد في حال الشك بوجود أورام إضافية.

بعد الجراحة، يتم فحص المنطقة بعناية للتأكد من عدم وجود نزيف أو تسريب من الأنسجة قبل إغلاق الجرح، مما يساهم في ضمان سلامة المريض وتفادي أي مضاعفات محتملة.

ما الذي يمكنك توقعه قبل وأثناء وبعد الإجراء؟

1.قبل الإجراء:

الدخول إلى المستشفى قبل يوم من الجراحة أو في نفس اليوم.

إجراء الفحوصات ما قبل الجراحة واتباع التعليمات الخاصة بالصيام لمدة 6 إلى 8 ساعات.

تحضير خط وريدي لتوفير السوائل والأدوية اللازمة.

2.أثناء الإجراء:

ستكون مستغرقًا في النوم الكامل (تحت التخدير العام).

قد تتراوح مدة الجراحة من ساعتين إلى 5 ساعات.

يعمل الفريق الجراحي على إزالة الأورام الظاهرة بعناية ودقة.

3.بعد الإجراء:

المراقبة في غرفة الإنعاش أو وحدة العناية المركزة لفترة قصيرة.

سيتم التحكم في الألم، وتوفير السوائل الوريدية، بالإضافة إلى إعطاء المضادات الحيوية حسب الحاجة.

العودة التدريجية إلى النظام الغذائي الفموي.

الخروج من المستشفى خلال 3 إلى 7 أيام، حسب سرعة التعافي.

المتابعة المنتظمة لمراقبة علامات الأورام وعملية الشفاء.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

العدوى أو النزيف في موقع الجراحة.

تلف الأعضاء المجاورة (مثل البنكرياس والأمعاء).

صعوبة في إزالة جميع الأورام بشكل كامل.

الاحتياج الطويل الأمد للأدوية المثبطة للأحماض.

تأخر إفراغ المعدة أو حدوث مشكلات هضمية.

خطر عودة الأورام في بعض الحالات.

النتائج والتوقعات

يشعر العديد من المرضى بتخفيف طويل الأمد من الأعراض.

إزالة الورم تساعد في خفض مستويات الجاسترين وشفاء القرح.

في الحالات التي يتم فيها إزالة الورم بشكل كامل، هناك إمكانية للشفاء الدائم.

حتى الإزالة الجزئية تحسن من السيطرة على الأعراض.

المتابعة المنتظمة تضمن الكشف المبكر عن أي عودة للأورام إن حدثت.