نظرة عامة

الفتق السُّرّي هو خلل يحدث حين يندفع جزء من الأمعاء أو نسيج دهني عبر نقطة واهنة في جدار البطن المحيط بمنطقة السُّرّة، فيبدو وكأنه انتفاخ غير طبيعي في تلك البقعة. وقد يولد الإنسان وهو يحمل هذا الضعف في بنيته، وقد يظهر لاحقًا نتيجة لِضغوط داخلية متكرّرة، كما في حالات السُمنة، الحمل، أو كثرة رفع الأثقال.

أما جراحة إصلاح الفتق السُّري، فهي تدخل دقيق يُراد به إعادة الأحشاء إلى موضعها السليم، وتقوية الموضع الضعيف في الجدار البطني، منعًا لتكرار الانفتاق أو احتباس الأنسجة. وما يُرجى من هذا العلاج ليس إزالة البروز فحسب، بل رفع الألم عن الجسد، ودرء خطر المضاعفات، وإعادة الانسجام الطبيعي لوظائف البطن.إنه تدخّل جراحي بسيط في هيئته، عظيم في أثره، يُعيد إلى الجسد توازنه، وإلى المريض راحته، وإلى الروح طمأنينتها.

لماذا تُعدّ عملية إصلاح الفتق السُّرّي ضرورية؟

لمنع الفتق من الازدياد في الحجم أو التسبّب في شعور دائم بالانزعاج.

لتقليل خطر اختناق الفتق، أي انقطاع التروية الدموية عن الأنسجة المحصورة، أو انسداد الأمعاء، وهي من المضاعفات الخطيرة.

لعلاج الأعراض المرافقة، كـالألم، التورّم، أو بروز ظاهر قرب السرّة.

حين يُقيد الفتق حركة الإنسان أو يُعيق نشاطه اليومي، أو يفرض عليه حدودًا في نمط حياته.

في حال لم يُغلق الفتق بشكل تلقائي لدى الأطفال بعد بلوغهم عمر 4 إلى 5 سنوات، وهي السن التي يُنتظر فيها التئام الفتحة طبيعيًا.

لتجنّب مضاعفات محتملة، مثل العدوى، أو نقص تدفّق الدم إلى الأنسجة الباطنية بسبب الاحتباس.

الفوائد الهامة لجراحة إصلاح الفتق السُّرّي

يُعد هذا العلاج حلًّا دائمًا ونهائيًا لمشكلة الفتق، إذ يُعالج الخلل من جذوره ويمنع عودته.

يسهم في تحسين نوعية الحياة والمظهر الخارجي للبطن، حيث يختفي البروز غير الطبيعي وتستعيد المنطقة توازنها البنيوي.

يتميّز بفترة تعافٍ قصيرة، لا سيّما عند استخدام الأساليب الحديثة كالجراحة بالمنظار أو الروبوت الجراحي.

نسبة تكرار الفتق بعد العلاج منخفضة للغاية، خصوصًا عند استخدام شبكة داعمة في الإصلاح، حيث تمنح الجدار البطني قوة وثباتًا.

توفر الخيارات الجراحية طفيفة التوغّل، مثل الجراحة بالمنظار أو الروبوت، مزايا جمالية من حيث صِغَر الندوب وقلة الألم بعد الجراحة.

ويُسهم التدخّل المبكر في تقليل خطر المضاعفات الكبرى، كـ الاختناق المعوي أو الانسداد، مما يجعل العلاج وقاية قبل أن يكون إنقاذًا.

كيف تجهز نفسك قبل الخضوع لعلاج إصلاح الفتق السُّرّي؟

قدّم لطبيبك تاريخك الطبي الكامل، واذكر جميع الأدوية التي تستخدمها بانتظام، حتى يتمكن من اتخاذ القرار الأنسب لحالتك.

إذا أوصى الطبيب، توقّف عن تناول الأدوية المُميعة للدم، لتقليل خطر النزيف أثناء العملية.

التزم تمامًا بـ تعليمات الصيام قبل الجراحة، وامتنع عن الأكل والشرب خلال الساعات التي يُحدّدها الفريق الطبي.

نسّق مع شخص موثوق لمرافقتك ومساعدتك بعد الجراحة، إذ ستحتاج إلى راحة ورعاية في أول يوم بعد العملية.

حافظ على نظافة المنطقة المحيطة بالسرّة، فالنظافة قبل الجراحة تُسهم في تقليل فرص الإصابة بالعدوى.

استفسر من جرّاحك عمّا إذا كانت حالتك تستدعي الجراحة المفتوحة لإصلاح الفتق، أم أن بالإمكان اللجوء إلى المنظار الجراحي كخيار أقل تدخّلًا.

كيف يتم إجراء علاج إصلاح الفتق السُّرّي؟

يقوم الجرّاح بإحداث شق جراحي صغير بالقرب من السرّة، ليصل إلى موضع الفتق بدقة.

يتم بعد ذلك إعادة الأنسجة أو الأمعاء البارزة بلطف إلى داخل التجويف البطني.

ثم يُغلق جدار البطن المُضعف، وغالبًا ما يتم تدعيمه باستخدام شبكة طبية خاصة لتعزيز الثبات ومنع عودة الفتق، ويُعرف ذلك بإصلاح الفتق السُّري باستخدام الشبكة.

يمكن تنفيذ هذا الإجراء بإحدى الطرق التالية:

الجراحة المفتوحة،

إصلاح الفتق السُّري باستخدام المنظار،

إصلاح الفتق السُّري باستخدام الروبوت الجراحي.

وتجدر الإشارة إلى أن خطوات إصلاح الفتق قد تختلف قليلًا بحسب التقنية الجراحية المُختارة، لكن الهدف واحد:

إعادة الأحشاء إلى موضعها الطبيعي، وتقوية جدار البطن، واستعادة الراحة والتوازن للجسد.

ما الذي يمكن توقّعه قبل الإجراء، وأثناءه، وبعده؟

1. قبل الإجراء:

يُجرى فحص بدني شامل، مع التصوير الشعاعي إذا دعت الحاجة.

يُطلب منك الصيام لبعض الوقت، ويتم الحصول على الموافقة الطبية والتصريح الجراحي من الطبيب.

توقّع أن تُعطى تعليمات ما قبل العملية، إلى جانب توقيع نموذج الموافقة على الجراحة.

2. أثناء الإجراء:

تستغرق العملية عادة ما بين 30 دقيقة إلى ساعة واحدة.

تُجرى الجراحة تحت تخدير موضعي، أو شوكي، أو عام، حسب حالتك الطبية وتوصية الجرّاح.

يتم إصلاح الفتق السُّري إما باستخدام الغرز أو بتقوية الجدار بشبكة طبية داعمة.

3. بعد الإجراء:

قد تشعر بألم خفيف أو تورّم في موضع الجراحة، وهو أمر طبيعي ويزول تدريجيًا.

ستخضع للمراقبة الطبية بعد العملية، ثم تُصرّف من المستشفى في نفس اليوم أو في اليوم التالي.

يمكنك العودة إلى الأنشطة الخفيفة خلال أيام قليلة.

أما الشفاء التام من العملية فقد يستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، حسب طبيعة جسمك.

وفي حال الخضوع لجراحة طفيفة التوغّل بالمنظار أو الروبوت، يكون التعافي أسرع وأسهل.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

حدوث عدوى في موضع الجراحة.

نزيف أو ظهور كدمات موضعية.

مشكلات نادرة متعلقة بالشبكة المستخدمة.

ألم أو تنميل قرب منطقة الجرح.

احتمال محدود لعودة الفتق.

تجمّع سوائل تحت الجلد (سيروما).

النتائج والتوقعات

تُسجّل الجراحة نسبة نجاح عالية لدى البالغين والأطفال على حدّ سواء.

معظم المرضى لا يُعانون من أي مضاعفات طويلة الأمد بعد الإجراء.

النتائج من الناحية الوظيفية والتجميلية تُعدّ ممتازة، حيث يختفي البروز وتُستعاد سلامة جدار البطن.

التحسّن قبل وبعد إصلاح الفتق السُّري يكون ملحوظًا في زوال الأعراض وتخفيف المعاناة.

كما يشعر المريض بعد العملية بـ ثقة أكبر في الحركة والأنشطة اليومية، دون خوف من الألم أو الحرج.