نظرة عامة

تُعد عملية استئصال اللوزتين من العمليات الجراحية الشائعة، وتهدف إلى إزالة اللوزتين، وهما كتلتان بيضاويتان من النسيج اللمفاوي تقعان في مؤخرة الحلق، تلعبان دورًا في الدفاع المناعي في مرحلة الطفولة. تُجرى هذه العملية غالبًا لعلاج الالتهابات المتكررة في اللوزتين، مثل التهاب اللوزتين المزمن، أو مشكلات التنفس أثناء النوم (كالشخير أو انقطاع النفس الليلي)، أو اضطرابات صحية أخرى تتعلّق باللوزتين. ورغم أن هذه الجراحة تُعد أكثر شيوعًا لدى الأطفال، فإنها تُجرى أيضًا للبالغين عند الحاجة، خاصةً عند تكرار الالتهابات أو ظهور أعراض تؤثر على نوعية الحياة. يُوفّر استئصال اللوزتين تخفيفًا ملموسًا من الانزعاج المستمر في الحلق، ويُقلّل من نوبات التهاب الحلق المتكررة، كما يُساعد في تحسين جودة النوم في الحالات التي تكون فيها اللوزتان متضخمتين أو مصابتين بالعدوى المزمنة.

لماذا تقتضي الحاجة إلى عملية استئصال اللوزتين؟

التهاب اللوزتين المتكرر أو المزمن الذي لا يستجيب للعلاج الدوائي على نحو فعّال.

صعوبة البلع الناتجة عن تضخّم اللوزتين بشكل يُعيق مرور الطعام أو يسبّب انزعاجًا مستمرًا.

اضطرابات التنفّس أثناء النوم، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي، الذي قد يؤثر سلبًا على النوم وجودته.

الخراجات المتكررة أو تجمع القيح حول اللوزتين، والمعروف طبيًا باسم الخراج حول اللوزي.

رائحة الفم الكريهة أو الطَعم المُزعج في الفم الناتج عن تراكم الحصى أو الترسّبات داخل اللوزتين (ما يُعرف بحصيات اللوزتين).

في بعض الحالات، قد يتم استئصال اللوزتين والناميات (اللحميات) معًا لتحسين التنفّس أو النطق لدى بعض المرضى، لا سيّما الأطفال.

أما عند البالغين، فقد يكون استئصال اللوزتين ضرورة طبية في حال استمرار العدوى لفترات طويلة أو عند تكرار الأعراض بشكل يُؤثر على نوعية الحياة اليومية.

الفوائد الرئيسية لعملية استئصال اللوزتين

التحرّر من نوبات التهاب الحلق المتكررة والتهابات اللوزتين المزعجة.

تحسّن جودة النوم بفضل تقليل اضطرابات التنفّس المرتبطة بتضخّم اللوزتين.

الحدّ من التغيب عن المدرسة أو العمل بسبب التهابات الحلق المتكررة.

تقليل الاعتماد على المضادات الحيوية أو العلاجات المتكررة، مما يُخفف العبء الدوائي على الجسم.

تحسّن القدرة على تناول الطعام والبلع براحة، دون ألم أو انزعاج.

خفض خطر تكوّن الخراجات حول اللوزتين، وهي من المضاعفات المحتملة لالتهاب مزمن غير معالج.

كيف تجهز نفسك قبل الخضوع لعملية استئصال اللوزتين

استشر طبيبًا مختصًّا في أمراض الأنف والأذن والحنجرة لإجراء تقييم دقيق وتشخيص مفصّل للحالة.

ناقش مع طبيبك تاريخك المرضي الكامل، بما في ذلك الحساسية للأدوية أو أي أدوية تتناولها بشكل منتظم.

أجرِ الفحوصات الطبية اللازمة، مثل تحاليل الدم أو التقييمات الصحية، وفقًا لتوجيهات الطبيب، وذلك قبل العملية.

امتنع عن تناول الطعام أو الشراب مدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات قبل موعد العملية الجراحية، التزامًا بتعليمات التخدير.

رتّب مسبقًا لأن يرافقك أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء في يوم الجراحة، لتقديم الدعم والمساعدة.

استعد لفترة النقاهة بعد العملية من خلال تجهيز المنزل بالأطعمة اللينة، ومسكنات الألم الموصوفة، والسوائل الباردة أو الفاترة لتسهيل التعافي.

كيف تُجرى عملية استئصال اللوزتين؟

تُجرى هذه العملية في العادة تحت تأثير التخدير العام، بحيث يكون المريض غائبًا عن الوعي طيلة الإجراء الجراحي.

يستخدم الجرّاح أدوات دقيقة لإزالة اللوزتين عبر الفم مباشرة، دون الحاجة إلى أي شق خارجي أو جرح ظاهري.

في بعض الحالات، يتم استئصال اللوزتين والناميات (اللحميات) معًا، إذا رأى الطبيب ضرورة لذلك.

تستغرق العملية عادة ما بين 30 إلى 60 دقيقة، حسب الحالة وسلاسة الإجراء.

تُعد هذه الجراحة من العمليات البسيطة، وقد يُسمح للمريض بالعودة إلى المنزل في اليوم نفسه، أو يُنقل للمبيت ليلة واحدة للمراقبة، بحسب تقدير الطبيب المعالج.

ماذا تتوقّع قبل، وأثناء، وبعد العملية؟

1. قبل العملية:

يُجري الطبيب مراجعة طبية شاملة، بالإضافة إلى تقييم من طبيب التخدير.

تُقدَّم للمريض تعليمات واضحة بشأن الصيام والالتزام بالأدوية المسموح بها أو الواجب إيقافها قبل العملية.

يتم إعداد المريض لبقاء هادئ وقصير في المستشفى، وفقًا لما تستدعيه حالته.

2. أثناء العملية:

يدخل المريض في حالة تشبه النوم العميق بفضل التخدير العام.

تُنفذ عملية استئصال اللوزتين باستخدام أدوات جراحية حديثة ودقيقة، تضمن الدقة والسلامة.

يتم التحكم في النزيف بدقة قبل إنهاء الإجراء الجراحي.

3. بعد العملية:

يعاني المريض من ألم خفيف في الحلق وبعض الانزعاج خلال الأيام الأولى.

تُوصى الأطعمة اللينة والباردة، والإكثار من شرب السوائل لتخفيف الألم وتسريع التعافي.

تستغرق فترة الشفاء التام من العملية ما بين 10 إلى 14 يومًا في الغالب.

الراحة الكافية، والحرص على الترطيب، والاعتناء الجيد بالنفس تُساعد في تسريع عملية الشفاء.

وتجدر الإشارة إلى أن فترة التعافي لدى البالغين قد تكون أطول منها عند الأطفال، نظراً لاختلاف طبيعة الجسم والاستجابة الجسدية.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

ألم أو انزعاج أثناء فترة التعافي من عملية استئصال اللوزتين، وهو أمر شائع خاصة في الأيام الأولى.

احتمال حدوث نزيف أثناء العملية أو بعدها، ويُعدّ من المضاعفات التي تستوجب المراقبة الدقيقة.

العدوى، وإن كانت نادرة، إلا أنها واردة الحدوث في بعض الحالات.

نقص في السوائل (الجفاف) نتيجة لصعوبة البلع، مما يستدعي الانتباه إلى الترطيب المستمر.

اضطرابات في التنفّس خلال فترة الشفاء، وتظهر بشكل أوضح لدى البالغين مقارنة بالأطفال.

آثار جانبية نادرة للتخدير العام، مثل الغثيان أو الصداع المؤقت أو ردود فعل تحسسية.

من مخاطر استئصال اللوزتين عند البالغين: طول فترة النقاهة مقارنة بالأطفال، مع احتمال استمرار الألم لمدة أطول.

من السلبيات المؤقتة لاستئصال اللوزتين ما قد يشمل تغيّرات عابرة في الصوت، أو العادات الغذائية، أو حتى الإحساس بالطَعم.

النتائج والتوقعات

انخفاض ملحوظ أو توقف تام لنوبات التهاب الحلق المتكررة، مما يُخفف العبء الصحي المزمن.

تحسّن واضح في جودة النوم والتنفس، لا سيّما في حالات انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.

تحسّن طويل الأمد في صحة الحلق وكفاءة الاستجابة المناعية، نتيجة إزالة مصدر متكرر للعدوى.

انخفاض عدد زيارات الطبيب وتقليل الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية بشكل متكرر.

راحة أكبر في الحياة اليومية وتحسّن في نمط المعيشة، نتيجة تراجع الالتهابات وما يرافقها من أعراض مزعجة.