نظرة عامة

تُعدّ جراحة رأب الحاجز الأنفي من أشهر الإجراءات الطبية التي تُجرى على الأنف، وتحديدًا لمعالجة ما يُعرف بانحراف الحاجز الأنفي، وهو ذلك الجدار الرقيق الذي يفصل بين فتحتي الأنف، ويُعرف في الطب (باسم الحاجز الأنفي). حينما ينحرف هذا الحاجز عن موضعه الطبيعي، سواء بانحناءٍ بسيط أو انحرافٍ واضح، فإنه يُحدث اختلالًا في تدفّق الهواء داخل الأنف، فيُصبح التنفّس مجهودًا، لا راحة فيه. ويُعاني المريض، تبعًا لذلك، من ضيق في التنفّس، والتهابات متكررة في الجيوب الأنفية، والشخير الليلي، وقد يمتد الأمر إلى نزيفٍ أنفيّ متكرر دون سبب واضح.

وفي مثل هذه الحالات، لا يكون العلاج الدوائي كافيًا، بل تتطلب الحالة تدخلًا جراحيًا يُعرف برأب الحاجز الأنفي، وهو إجراء يهدف إلى تقويم الحاجز وإعادته إلى موضعه المستقيم، بما يُسهم في تحسين التنفّس، والتقليل من المضاعفات، ويُمنح المريض شعورًا ملحوظًا بالراحة، وجودة في حياته اليومية لا تُقدّر بثمن.

لماذا تُعتبر عملية رأب الحاجز الأنفي ضرورية؟

لعلاج انسداد الأنف المزمن أو صعوبة التنفّس من إحدى فتحتي الأنف أو كليهما.

للأشخاص الذين يعانون من التهابات متكررة في الجيوب الأنفية نتيجة انسداد الممرات الأنفية.

إذا كانت هناك مشكلات في النوم أو شخير ناجم عن انحراف الحاجز الأنفي.

لوقف نزيف الأنف المستمر أو جفاف الأنف المرتبط بتدفق الهواء غير الكافي.

في الحالات التي أصبح فيها استعمال بخاخات الأنف أو الأدوية غير مجدي.

إذا كنت تعاني من الصداع أو ألم في الوجه نتيجة انحراف الحاجز عن موضعه الصحيح.

لتصحيح إصابة أو صدمة ناتجة عن إصابة في الأنف أثّرت على الحاجز الأنفي.

كجزء من عملية جراحية تشمل رأب الحاجز مع تجميل الأنف لتحسين الأداء الوظيفي والمظهر الجمالي.

الفوائد الرئيسية لعملية رأب الحاجز الأنفي

تُحسّن تدفّق الهواء داخل الأنف، مما يجعل عملية التنفّس أكثر سهولة وراحة.

تُقلّل من ضغط الجيوب الأنفية، وتُخفّف من الاحتقان والالتهابات المتكررة.

تُسهم في تحسين جودة النوم من خلال تقليل الشخير وأعراض انقطاع النفس أثناء النوم.

تُخفّف من نوبات الصداع والشعور بضغط الوجه الناتج عن انحراف الحاجز.

لا تُحدث تغيرًا واضحًا في شكل الأنف الخارجي (إلا إذا أُجريت مع عملية تجميل الأنف).

فترة الشفاء سريعة نسبيًا في معظم الحالات، والنتائج تدوم طويلًا.

يمكن إجراؤها إلى جانب تقليل حجم القرينات الأنفية للحصول على نتائج وظيفية أفضل.

تُعدّ خيارًا فعّالًا عندما تُثبت العلاجات غير الجراحية فشلها في تحسين الحالة.

كيف ينبغي لك أن تستعد لعملية رأب الحاجز الأنفي؟

احرص على إجراء تقييم شامل لدى طبيب متخصص في انحراف الحاجز الأنفي أو أخصائي الأنف والأذن والحنجرة.

أبلغ طبيبك بالتفصيل عن حالتك الصحية العامة، بما في ذلك التاريخ الطبي، والحساسية، والأدوية التي تتناولها حاليًا.

توقّف عن تناول الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين، وفقًا لتوجيهات الطبيب.

نظّم أمورك مسبقًا، واطلب من أحد الأقارب أو الأصدقاء أن يُقلّك إلى المنزل بعد العملية.

امتنع عن الطعام والشراب لمدة لا تقل عن 6 ساعات قبل الجراحة، كما يُوصى طبيًا.

خصّص بضعة أيام من الراحة، وخطّط للتغيب عن العمل أو الدراسة، لإتاحة وقت كافٍ للتعافي والراحة.

اتّبع بدقّة أي تعليمات خاصة يُزوّدك بها طبيبك قبل العملية، لضمان نجاح الجراحة وسلامتك العامة.

كيف يتم إجراء عملية رأب الحاجز الأنفي؟

تُجرى هذه العملية عادةً تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام، وفقًا لحالة المريض وتقدير الطبيب.

يعمل الجرّاح من داخل الأنف دون الحاجة إلى شقوق خارجية، مما يعني عدم وجود أي ندوب ظاهرة على الوجه.

يتم إعادة تشكيل أو تهذيب الغضروف والعظم المكوّن للحاجز الأنفي بهدف تقويمه وتوسيع الممرات الهوائية.

وفي بعض الحالات، يُجري الطبيب أيضًا تقليص حجم القرينات الأنفية لتحسين تدفّق الهواء بشكل أفضل.

قد تُوضَع دعامات من السيليكون أو حشوات أنفية صغيرة داخل الأنف مؤقتًا، لتثبيت الحاجز أثناء التعافي.

تستغرق العملية الجراحية عمومًا بين 30 إلى 90 دقيقة، وذلك بحسب درجة تعقيد الحالة وتركيبة الأنف.

ماذا يمكن أن تتوقّعه قبل العملية، وأثناءها، وبعدها؟

1. قبل العملية:

يتم إجراء فحوصات طبية شاملة، تتضمّن فحص الأنف وربما تصوير مقطعي لتقييم الانحراف بدقة.

تُعطى تعليمات واضحة بشأن الصيام قبل الجراحة، بالإضافة إلى إرشادات حول الأدوية المسموح بها أو التي يجب إيقافها.

يتم عقد لقاء مع طبيب التخدير لمناقشة نوع التخدير الأنسب لحالتك، سواء كان موضعيًا أو عامًا.

2. أثناء العملية:

تُجرى الجراحة داخل مستشفى أو مركز جراحي، ضمن بيئة معقّمة وآمنة بالكامل.

يقوم الجرّاح بإجراء تصحيحات دقيقة لانحراف الحاجز الأنفي، وفقًا للمخطط الجراحي.

قد تتضمّن العملية تقليص حجم القرينات الأنفية أيضًا لتحسين عملية التنفّس.

يُتوقّع نـزف طفيف أو عدم وجود نزيف تقريبًا خلال الجراحة، نتيجة دقّة العمل الجراحي.

3. بعد العملية:

قد يشعر المريض بتورّم خفيف، وانسداد في الأنف، وبعض الانزعاج المؤقت.

تُزال الدعامات أو الحشوات الأنفية خلال بضعة أيام، حسب تقدير الطبيب.

تتراوح مدة التعافي عادة بين أسبوع إلى أسبوعين، وتختلف حسب طبيعة الجسم والتزام المريض بالإرشادات.

يتم ملاحظة تحسّن التنفّس تدريجيًا، خاصة بعد زوال التورّم والتئام الأنسجة.

يُوصى بالامتناع عن نفخ الأنف، أو القيام بأي نشاط بدني مجهد، أو الانحناء إلى الأمام لعدة أيام.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

نزيف طفيف أو إفرازات دموية بسيطة من الأنف بعد الجراحة.

احتمالية الإصابة بعدوى أو ضعف في التئام الجروح، وإن كانت حالات نادرة.

خَدَر مؤقت في الشفة العلوية أو الأسنان العلوية، وقد يزول تدريجيًا.

خطر حدوث ثقب في الحاجز الأنفي (وهو ما يُعرف بانثقاب الحاجز).

تحسّن غير مكتمل في حالة وجود مشاكل أخرى في الأنف لم تُعالج أثناء الجراحة.

تغيّر طفيف في شكل الأنف الخارجي في حالات نادرة، إذا أثّرت العملية على البنية الخارجية للأنف.

في نسبة قليلة من الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى إجراء جراحة تصحيحية ثانية (إعادة رأب الحاجز الأنفي).

النتائج والتوقعات

يُلاحظ معظم المرضى تحسّنًا ملحوظًا في القدرة على التنفّس عبر الأنف بعد الجراحة.

انخفاض واضح في نوبات التهابات الجيوب الأنفية، والشخير، واحتقان الأنف.

نتائج طويلة الأمد لا تتطلّب سوى قدر ضئيل من المتابعة أو العناية المستمرة.

تكون فترة التعافي أسرع في حال إجراء رأب الحاجز الأنفي دون دمجه بعملية تجميل الأنف.

تحسّن في جودة الحياة، مع نوم أفضل وشعور عام بمزيد من النشاط والحيوية.

ترتبط جودة النتائج بشكل وثيق بمدى التزام المريض بتعليمات العناية بعد العملية، مما يعزز من نجاح الجراحة واستمرارية فوائدها.