نظرة عامة

يُعد إصلاح الكُفّة المدوّرة من الإجراءات الجراحية الدقيقة التي تُعنى بترميم ما تمزّق أو تضرر من أنسجة العضلات والأوتار التي تُحيط بمفصل الكتف، والمعروفة باسم الكُفّة المدوّرة. وهذه البُنية العضلية المعقّدة تلعب دورًا محوريًا في حركة الذراع، رفعًا ودورانًا، وهي الأساس في ما يحتاجه الإنسان من حرية الحركة في تفاصيل حياته اليومية. يُوصى بهذا النوع من الجراحة حين يفرض الألم، أو الضعف، أو تيبّس الحركة في الكتف نفسه كعائق مستمر، وحين تُثبت الوسائل المحافظة من راحة أو علاج طبيعي قصورها عن تقديم الشفاء المنشود. ويُجرى هذا الإصلاح إما بفتح جراحي تقليدي، أو عبر تنظير المفصل، وهو أسلوب دقيق قليل التدخّل يُستخدم فيه أدوات متناهية الصغر لإعادة إصلاح التمزق برؤية مباشرة ودون الإضرار بالأنسجة المحيطة. والغاية من هذا الإجراء الجراحي ليست فقط تسكين الألم، بل استعادة الكفاءة الحركية للكتف، وإعادة الإنسان إلى نسق حياته الطبيعية دون قيد أو معاناة.

لماذا تقتضي الحاجة إلى إجراء إصلاح الكُفّة المدوّرة؟

استمرار ألم الكُفّة المدوّرة بشكل مزمن، دون تحسّن يُذكر رغم الراحة أو استخدام الأدوية،

وجود تمزق جزئي أو كامل في الكُفّة المدوّرة، كما يظهر في نتائج التصوير الطبي،

صعوبة في رفع الذراع أو تدويرها نتيجة تلف في عضلات الكُفّة المدوّرة،

تعرّض الكتف لإصابة ناجمة عن ممارسة الرياضة، أو السقوط، أو الحركات المتكررة المجهدة،

تمزق أو ضعف في وتر العضلة فوق الشوكة (العضلة فوق الكتفية)، مما يُؤثر سلبًا على قوة الكتف ووظائفه،

للوقاية من تفاقم التمزق في الكُفّة المدوّرة وتحوّله إلى تمزق كامل غير قابل للترميم المحافظ،

ظهور علامات واضحة على تمزق الأوتار، مثل: طقطقة أو فرقعة أو احتكاك محسوس داخل مفصل الكتف،

فشل التئام إصابة سابقة في أربطة الكتف أو تراجع في التعافي بعد تمزق عضلي لم يلتئم تلقائيًا.

الفوائد الرئيسية لعلاج إصلاح الكُفّة المدوّرة

يُسهم في استعادة الحركة الكاملة للكتف، إلى جانب قوة العضلات واستقرار الأداء الحركي،

يُخفّف أو يُزيل الألم المزمن في الكتف، الذي طالما عطّل حياة المريض اليومية،

يُحسّن جودة النوم، لا سيّما عند من يعانون من اشتداد ألم الكُفّة المدوّرة أثناء الليل،

يُمكّن المريض من العودة إلى أنشطته اليومية وممارسة الرياضة دون قيود أو خوف من الإصابة،

يُسهم في الوقاية من التلف الدائم في مفصل الكتف أو تطوّر متلازمة الكُفّة المدوّرة،

يُعزّز ثبات مفصل الكتف، ويُقلّل من احتمالية التعرّض لإصابات إضافية مستقبلًا،

يُقدّم راحة دائمة ومستقرة تفوق ما قد تُوفّره الأساليب غير الجراحية أو العلاجات المؤقتة.

كيف ينبغي لك أن تستعد قبل الخضوع لإجراء عملية إصلاح الكُفّة المدوّرة؟

إجراء فحوصات التصوير الطبي مثل الرنين المغناطيسي، للتأكّد من وجود تمزق في الكُفّة المدوّرة،

مناقشة الطبيب بشأن الأدوية التي تستخدمها بانتظام، لاحتمال تعديل بعضها قبل الجراحة،

التوقّف عن التدخين، إذ يُبطئ عملية الشفاء ويُضعف التروية الدموية للأنسجة،

التخطيط المسبق لأخذ إجازة من العمل، مع مراعاة المدة المتوقعة للتعافي بعد جراحة الكتف،

ترتيب وجود شخص موثوق يُساعدك في المنزل خلال الفترة الأولى بعد العملية،

ممارسة تمارين خفيفة لتقوية عضلات الكتف، وفق تعليمات الطبيب أو أخصائي العلاج الطبيعي،

الحفاظ على نظام غذائي متوازن، غني بالعناصر التي تُسهم في تسريع التئام الأنسجة،

الاستعداد النفسي والعاطفي لتقبّل مراحل التعافي، بما فيها الصبر على الراحة والعلاج التدريجي.

كيف تُجرى جراحة إصلاح الكُفّة المدوّرة؟

غالبًا ما تُجرى العملية باستخدام تقنية التنظير المفصلي للكتف، وهي طريقة جراحية طفيفة التوغّل،

يتم إحداث شقوق صغيرة في الجلد لإدخال كاميرا دقيقة وأدوات جراحية متخصصة،

تُرمَّم العضلات والأوتار الممزّقة أو التالفة في الكُفّة المدوّرة بعناية بالغة،

وفي بعض الحالات، يتم إعادة تثبيت وتر العضلة فوق الشوكة (العضلة فوق الكتفية) إلى العظم،

أما في الإصابات الشديدة أو المعقّدة، فقد تستدعي الحالة جراحة مفتوحة في الكتف،

بعد الانتهاء، يُنظَّف الموضع الجراحي، وتُجرى الإصلاحات اللازمة، ثم تُغلق الشقوق، ويُوضع رباط داعم للكتف (حمّالة) لتثبيت الذراع خلال مرحلة الشفاء.

ماذا يمكنك أن تتوقّع قبل العملية، وأثناءها، وبعدها؟

1. قبل العملية:

إجراء فحص سريري شامل مع اختبارات خاصة لتقييم تمزق الكُفّة المدوّرة،

مناقشة مفصّلة مع الطبيب حول المخاطر المحتملة، والتخدير، والتوقعات الواقعية من الجراحة،

تلقي تعليمات ما قبل الجراحة، بما في ذلك إرشادات الصيام وتنظيم تناول الأدوية.

2. أثناء العملية:

تستغرق العملية عادةً من ساعة إلى ساعتين، وذلك حسب درجة الإصابة وشدّتها،

تُجرى تحت تخدير عام أو تخدير موضعي لمنطقة الكتف والذراع،

بعد الانتهاء، يُنقل المريض إلى غرفة الإفاقة لتلقّي الرعاية الأولية بعد الجراحة.

3. بعد العملية:

تُوضَع الذراع في حمّالة كتف (رباط داعم) لعدة أسابيع، لتثبيت المفصل وضمان التئام الأوتار،

يُبدأ برنامج العلاج الطبيعي التدريجي لاستعادة حركة الكتف ووظائفه،

تتحسن قوة الكتف وأداؤه الحركي بشكل تدريجي ومتوازن،

وتختلف مدة التعافي من شخص إلى آخر، إلا أن الشفاء التام قد يستغرق عدة أشهر.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

حدوث عدوى أو نزيف في موضع الشق الجراحي،

تيبّس المفصل أو ما يُعرف بحالة الكتف المتجمّدة بعد العملية،

عودة التمزق في الكُفّة المدوّرة في بعض الحالات، خاصة مع النشاط المفرط أو ضعف الالتزام بالعلاج،

تضرّر الأعصاب المحيطة (وهي حالة نادرة)،

عدم زوال الألم بالكامل أو استمرار ضعف الكتف رغم الجراحة،

تكوّن جلطات دموية (وتُعد من المضاعفات النادرة)،

بطء في التئام الأنسجة لدى المرضى الذين يُعانون من التدخين أو داء السكري.

النتائج والتوقعات

يتمكّن أغلب المرضى من استعادة مدى الحركة الكامل في مفصل الكتف،

يُلاحظ تراجع ملحوظ، أو زوال تام، لألم الكُفّة المدوّرة،

العودة الناجحة إلى العمل والأنشطة البدنية بعد التعافي،

تحسّن طويل الأمد في وظائف الكتف، مع استقرار في الأداء الحركي،

نوم أكثر راحة، مع انخفاض الألم الليلي الذي كان يؤرق المريض،

نسبة تكرار الإصابة منخفضة عند الالتزام التام بتعليمات الرعاية بعد العملية.