نظرة عامة

يُعد الوتر الرضفي للفخذ (وتر العضلة الرباعية) حلقة الوصل الحيوية بين عضلات الفخذ الأمامية الكبرى (العضلة الرباعية) وبين عظمة الرضفة (صابونة الركبة). ويُعتبر هذا الوتر القوي من أهم مكونات الجهاز الحركي للساق، حيث يُسهِم بدور محوري في المشي، والجري، والقفز، وفرد الساق. وعندما يتعرّض هذا الوتر إلى إصابة مباشرة أو تمزق جزئي أو كلي، سواء نتيجة إجهاد عضلي أو قطع في وتر العضلة الرباعية، فإن حركة الساق تتأثر بشكل كبير، وقد تصل إلى حدّ الإعاقة المؤقتة.

ومن هنا، يأتي دور علاج إصلاح وتر العضلة الرباعية للفخذ، وهو إجراء جراحي دقيق يهدف إلى إصلاح التمزّق أو التلف الحاصل في الوتر أو العضلة المرتبطة به، بما يُعيد للساق قوتها، ويُساعد المريض على استعادة القدرة على الحركة الطبيعية، والعودة إلى ممارسة أنشطته اليومية دون ألم أو ضعف.

متى تقتضي الحاجة إلى عملية إصلاح التهاب الوتر الرضفي؟

لعلاج تمزّق العضلة الرباعية للفخذ أو انقطاع الوتر الرضفي، حين لا تعود الركبة قادرة على أداء وظيفتها الطبيعية بالشكل الصحيح.

في حال فشل الوسائل العلاجية المحافظة، مثل علاج الشد العضلي في الفخذ أو علاج التهاب الوتر الرضفي، وعدم تحقق التحسّن المطلوب.

للمرضى الذين يُعانون من إصابة شديدة في عضلة الفخذ الأمامية، كتمزق كامل في النسيج العضلي، وهي من الحالات التي تستدعي تدخلاً جراحيًا فوريًا.

إذا أصبح المريض عاجزًا عن المشي أو عن فرد الساق نتيجة تمزق كامل في الوتر الرضفي.

في حالات الألم المزمن في الوتر الرضفي، أو عندما يُعاني المريض من ألم مستمر في العضلة الرباعية للفخذ دون استجابة للعلاج الدوائي أو الطبيعي.

لاستعادة قوة العضلة والتحكم الحركي في الجزء العلوي من الركبة، بما يُعيد للمريض القدرة على الحركة المستقرة والنشاط البدني الطبيعي.

أهم فوائد وأبرز ميزات بخصوص عملية إصلاح التهاب الوتر الرضفي

استعادة الحركة الطبيعية للركبة، واسترجاع القوة العضلية الكاملة في الطرف السفلي.

الوقاية من العجز طويل الأمد أو الضعف المزمن في الساق، مما يحفظ قدرة المريض على ممارسة أنشطته اليومية دون قيود.

يُساهم في التعامل مع أعراض الشد العضلي في الفخذ، ويُسرّع من زمن التعافي بعد إصابة العضلة الرباعية.

يُخفّف الألم الناتج عن التهاب الوتر الرضفي، ويُعالج مشاكل الأوتار المرتبطة بمفصل الركبة.

يُعزّز جودة الحياة من خلال استعادة الاستخدام الكامل للساق، وتحسين الكفاءة الحركية للمريض.

يمنع تدهور حالة الوتر المصاب أو تفاقم تمزق العضلة الرباعية، مما يحمي المريض من مضاعفات محتملة أكثر خطورة.

كيفية استعداد نفسك قبل الخضوع لإجراء عملية إصلاح التهاب الوتر الرضفي؟

الخضوع لفحوصات التصوير الطبي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، لتأكيد وجود تمزق في الوتر الرضفي وتشخيص مدى الإصابة بدقّة.

إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها، بالإضافة إلى أي حالات صحية مزمنة، وذلك لتفادي أي تداخلات أثناء التخدير أو بعد الجراحة.

تنظيم الدعم المنزلي بعد العملية، من خلال وجود شخص يُساعدك خلال فترة النقاهة الأولى، خصوصًا في أداء المهام اليومية الضرورية.

مناقشة خطة العلاج الجراحي والبروتوكول التأهيلي مع الطبيب، بما في ذلك مراحل التعافي المتوقعة، والمدة الزمنية اللازمة للعودة إلى الحركة الطبيعية.

إيقاف الأدوية المميعة للدم (مثل مضادات التجلط)، إذا نصح الطبيب المعالج بذلك، لتقليل احتمالية النزيف أثناء الجراحة أو بعدها.

العمل على تقوية العضلات المحيطة بمفصل الركبة، إن أمكن، وذلك تحت إشراف اختصاصي العلاج الطبيعي، لتهيئة الجسم للجراحة وتسهيل الشفاء.

كيف يتم إجراء عملية إصلاح التهاب الوتر الرضفي؟

تُجرى العملية الجراحية عادةً تحت تأثير التخدير النصفي أو التخدير العام، بحسب حالة المريض وتقدير الفريق الطبي.

يقوم الجرّاح بعمل شقّ جراحي صغير فوق مفصل الركبة للوصول إلى موضع الوتر الرضفي المتضرّر.

يتم خياطة الوتر الممزق أو المنقطع بعناية وإعادة تثبيته بـعظمة الرضفة (صابونة الركبة)، باستخدام خيوط طبية قوية تتحمّل الضغط الحركي.

في بعض الحالات، قد يضطر الطبيب إلى استخدام دعامات أو رقع عضلية (طعوم) لتثبيت موضع الإصلاح بشكل أفضل، لا سيما في حالات التمزق الشديد.

بعد الانتهاء من الإصلاح، يتم إغلاق موضع الجراحة بعناية، ثم تُوضع دعامة أو جبيرة خاصة لتثبيت الركبة ومنع حركتها خلال المرحلة الأولى من التعافي.

ما الذي يمكنك توقّعه قبل العملية، وأثناءها، وبعدها؟

1. قبل العملية:

تقييم دقيق لأعراض شدّ عضلة الفخذ الأمامية، ومراجعة شاملة للحالة الصحية العامة للمريض.

شرح مفصّل للمخاطر المحتملة، والفوائد المرجوة، وخيارات علاج الشد العضلي في الفخذ المتاحة.

إجراء فحوصات تمهيدية مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مدى الإصابة.

2. أثناء العملية:

يتم إعطاء التخدير المناسب، سواء كان كليًا أو موضعيًا، لضمان راحة المريض طوال فترة الجراحة.

يقوم الجرّاح بإصلاح وتر العضلة الرباعية للفخذ أو منطقة التقاءها بعظمة الركبة، حسب موضع التمزّق.

تستغرق العملية عادةً ما بين ساعة إلى ساعتين، بحسب درجة الإصابة والتقنية المستخدمة.

3. بعد العملية:

يتم تثبيت الركبة باستخدام دعامة أو جبيرة، لمنع حركتها خلال المرحلة الأولى من التعافي.

يُوصف للمريض أدوية مسكنة للألم لتخفيف الانزعاج بعد الجراحة.

يبدأ برنامج العلاج الطبيعي تدريجيًا، وفقًا لخطة التأهيل الخاصة بعلاج تمزق وتر الفخذ.

وتختلف مدة الشفاء من شخص لآخر، إلا أن التعافي الكامل قد يستغرق عدة أسابيع إلى بضعة أشهر، حسب شدة الإصابة واستجابة الجسم للعلاج.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

حدوث عدوى في موضع الجراحة.

تشكل جلطات دموية.

تمزق متكرّر في الوتر الذي تم إصلاحه.

تيبّس أو ضعف في الساق بعد العملية.

تأخر في التئام الأنسجة، خاصة في الحالات التي تعاني من ضعف في التروية الدموية أو وجود مشاكل صحية مزمنة.

استمرار الألم في وتر العضلة الرباعية للفخذ حتى بعد إجراء الجراحة.

النتائج والتوقعات

يستعيد معظم المرضى الوظيفة الكاملة للساق في غضون 4 إلى 6 أشهر من بدء العلاج الجراحي والتأهيلي.

مدة التعافي من إصابة خفيفة من الدرجة الأولى في عضلة الفخذ الأمامية تكون أقصر، وتتراوح غالبًا بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع.

أما الشفاء التام بعد تمزّق كامل في وتر العضلة الرباعية للفخذ فقد يستغرق من 6 إلى 12 شهرًا، بحسب درجة الإصابة واستجابة الجسم للعلاج.

يُسجّل المرضى تحسّنًا كبيرًا في القدرة الحركية، وانخفاضًا ملحوظًا في أعراض تمزق عضلة الفخذ مع مرور الوقت.

تتحسّن جودة الحياة بشكل عام، خاصة عند الالتزام ببرنامج إعادة التأهيل الموصى به، واتباع خطة العلاج المخصصة لفترة التعافي من إصابة عضلة الفخذ الأمامية.