نظرة عامة

تُعد عملية البَزْل البطني إجراءً طبيًّا بسيطًا يُستخدم لإزالة السائل المتجمّع داخل تجويف البطن، ويُعرف هذا السائل باسم السائل البريتوني. وعندما يتراكم بكميات كبيرة، تُعرف الحالة بالاستسقاء، والتي قد تحدث نتيجة أمراض الكبد مثل التشمّع، أو بسبب بعض الالتهابات، أو السرطانات، أو حالات صحّية أخرى.

إذا شعرت بانتفاخ دائم في بطنك، أو ضيق في التنفس، أو شعور بالضغط والانزعاج داخل البطن، فقد تكون هذه العملية هي الحلّ لتخفيف تلك الأعراض. ويهدف هذا الإجراء إلى تفريغ السائل الزائد من البطن، مما يمنح المريض راحة فورية، وفي الوقت نفسه يسمح للطبيب بأخذ عيّنة من السائل لتحليلها، مما يساعد في تشخيص السبب بدقة ووضع خطة علاج مناسبة.

لماذا تقتضي الحاجة إلى إجراء عملية البَزْل البطني؟

لتخفيف الشعور بالانزعاج الناتج عن تجمّع السوائل في تجويف البطن، والذي يُسبّب ضغطًا، انتفاخًا، أو صعوبة في التنفس.

للمساعدة في تشخيص سبب الاستسقاء، وذلك من خلال فحص السائل المُستخرج أثناء الإجراء.

تُجرى هذه العملية لمرضى يُعانون من أمراض مزمنة مثل تشمع الكبد، أو السرطان، أو التهابات البطن التي تُؤدي إلى تراكم السائل البريتوني.

لأغراض علاجية مباشرة، حيث يُعرف هذا الإجراء باسم البزل العلاجي، ويوفّر راحة فورية من الشعور بالامتلاء أو الشد.

عندما يحتاج الطبيب إلى تحليل السائل البريتوني للكشف عن وجود عدوى أو مؤشرات على أورام سرطانية.

تُعد ضرورية في بعض الحالات الطارئة، خاصةً عندما يُؤثر تراكم السائل على وظيفة الرئتين أو قدرة المريض على الحركة.

لتحسين جودة الحياة، خصوصًا عند المرضى الذين يُعانون من انتفاخ متكرر ومزعج يُعيق حياتهم اليومية.

من أبرز وأهم فوائد عملية البَزْل البطني

يُوفّر راحة فورية من الانتفاخ والانزعاج في البطن الناتج عن تراكم السوائل.

يُساعد في تشخيص دقيق لسبب احتباس السوائل داخل التجويف البطني.

يُقلّل من ضيق التنفس الناتج عن ضغط السائل على الحجاب الحاجز والرئتين.

يُعدّ إجراءً طفيف التوغّل، ولا يتطلّب وقتًا طويلًا للتعافي.

يمكن إعادته بأمان في حال عودة الاستسقاء مرّة أخرى.

يُساهم في تحسين الشهية والحركة لدى المرضى الذين يُعانون من تراكم كبير للسوائل.

يُوفّر معلومات مهمّة تُساعد الأطباء على وضع خطة علاج أدق من خلال تحليل السائل المُزال.

كيف تجهز نفسك قبل الخضوع لإجراء جراحة البَزْل البطني؟

أخبر طبيبك بجميع الأدوية أو مميّعات الدم التي تستخدمها، فقد تستدعي بعض الحالات إيقافها مؤقتًا.

قد يُطلب منك الامتناع عن الأكل أو الشرب لعدة ساعات قبل الإجراء، خصوصًا إن كان سيتم تحت إشراف تخديري بسيط.

احرص على ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة في يوم الإجراء لتسهيل الحركة وعدم الضغط على البطن.

ناقش مع طبيبك أي حساسية دوائية، أو اضطرابات نزيف، أو تاريخ مرضي سابق قد يكون له علاقة بالإجراء.

من الأفضل أن يرافقك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء لمساعدتك في الذهاب إلى المستشفى والعودة منه.

استفسر من طبيبك عن الوضعية المناسبة أثناء الإجراء؛ فغالبًا ما يتم البزل أثناء الجلوس باستقامة أو الاستلقاء على أحد الجانبين.

قد تُجرى لك تحاليل دم أساسية أو فحص بالموجات فوق الصوتية لتحديد مكان السائل بدقة قبل البدء بالإجراء.

كيف يتم إجراء عملية البَزْل البطني؟

يُنظَّف الجلد فوق منطقة البطن جيدًا، ثم يُخدَّر موضعيًّا لتقليل الشعور بالألم أثناء الإجراء.

يُدخِل الطبيب إبرة رفيعة أو أنبوبًا دقيقًا (قسطرة) في التجويف البطني لسحب السائل المتراكم.

يُجمَع السائل إما لأغراض التحليل الطبي، أو لتفريغه بالكامل بغرض العلاج.

تختلف كمية السائل التي يتم سحبها حسب حالة المريض، وقد تصل أحيانًا إلى عدة لترات.

تستغرق العملية عادة ما بين 20 إلى 40 دقيقة، وتتم دون حاجة لتخدير عام.

يمكن إجراء البزل في المستشفى، أو في عيادة خارجية، أو حتى بجانب سرير المريض في الحالات الحرجة.

وعندما يكون الهدف الأساسي من الإجراء هو تخفيف الأعراض وتحقيق الراحة، يُطلق عليه اسم البزل العلاجي.

ماذا تتوقّع قبل، أثناء، وبعد إجراء البَزْل البطني؟

1. قبل الإجراء:

قد تشعر بانتفاخ أو شدّ في البطن بسبب تراكم السوائل.

سيقوم الطبيب بشرح معنى البَزْل البطني وخطواته، ويُجيب على جميع استفساراتك.

قد يُجرى لك فحص بالأشعة الصوتية (السونار) لتحديد أنسب موقع لإدخال الإبرة بأمان.

2. أثناء الإجراء:

سيُطلب منك الجلوس أو الاستلقاء في وضعية معيّنة مناسبة للبزل.

تُنظَّف المنطقة جيدًا، ثم تُخدَّر موضعيًّا لتفادي الألم.

قد تشعر ببعض الضغط الخفيف أثناء سحب السائل، لكن دون ألم حاد.

يتم تفريغ السائل ببطء في حاويات مخصّصة حسب الكمية المطلوبة.

3. بعد الإجراء:

سيتم مراقبتك لفترة قصيرة للتأكّد من عدم حدوث أية مضاعفات.

قد تشعر براحة فورية وخفة في البطن بعد تفريغ السائل.

يُفضَّل أن تأخذ قسطًا من الراحة لبضع ساعات عند عودتك إلى المنزل.

إذا تم إرسال السائل للتحليل، سيقوم الطبيب بمناقشة نتائج الفحص أو التوصيات العلاجية في الزيارة التالية.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

ألم خفيف أو انزعاج موضعي في موضع إدخال الإبرة، ويزول غالبًا خلال وقت قصير.

دوخة مؤقتة أو انخفاض في ضغط الدم، (خاصةً إذا تم سحب كميات كبيرة من السائل دفعة واحدة).

خطر الإصابة بعدوى في موضع إدخال الإبرة، ويُعالج عادة بالمضادات الحيوية عند الحاجة.

في حالات نادرة جدًا، قد يحدث إصابة لأحد الأعضاء الداخلية أو الأوعية الدموية القريبة من مكان البزل.

قد يتراكم السائل من جديد بعد فترة، مما يستدعي تكرار الإجراء حسب الحالة.

حدوث نزيف أو تسرب للسائل من موضع البزل بعد انتهاء العملية، وهو عادة بسيط ومؤقت.

ولمن يتساءلون عن كيفية تفريغ السوائل من البطن في المنزل، فنُحذّر بشدة من ذلك؛ فهذه العملية لا بد أن تُجرى في بيئة طبية مؤهلة، وتحت إشراف مختص، لتجنّب مخاطر قد تُهدّد الحياة.

النتائج والتوقعات

راحة فورية من الانتفاخ، والشد البطني، وضيق التنفس الناتج عن تراكم السوائل.

تحسّن في القدرة على الحركة والشعور بالراحة أثناء ممارسة الأنشطة اليومية.

نتائج تحليل السائل قد تُساهم في توجيه خطة العلاج المقبلة، خاصةً في حال وجود سرطان، عدوى، أو مشاكل في الكبد.

في العديد من الحالات المزمنة، يُصبح البزل البطني جزءًا من خطة الرعاية المستمرة، للسيطرة على تراكم السوائل وتحسين نوعية الحياة.