نظرة عامة

تُعدّ عملية تثنية القاع في نيسن إجراءً جراحياً متقدماً لعلاج مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، وهي الحل الأمثل للمرضى الذين يعانون من ارتجاع أحماض المعدة ولم يجدوا تحسناً باستخدام الأدوية أو العلاجات التقليدية الأخرى. ترتكز هذه الجراحة على لفّ الجزء العلوي من المعدة (قاع المعدة) حول المريء، بهدف منع رجوع الحمض المعدي إلى المريء. وتُصنف كواحدة من أكثر العمليات نجاحاً وفعالية لتحقيق راحة دائمة من الارتجاع الحمضي، مما يُعيد للمرضى جودة حياتهم وصحتهم.

لماذا تُعتبر عملية تثنية القاع في نيسن ضرورية؟

تُوصى عملية تثنية القاع في نيسن للأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي المزمن (GERD) في الحالات التالية:

عندما تفشل الأدوية وتغييرات نمط الحياة في السيطرة على الأعراض.

عند حدوث تلف في المريء (التهاب المريء) نتيجة الارتجاع المتكرر لأحماض المعدة.

إذا وُجد خطر الإصابة بحالة مريء باريت (وهي حالة تُعتبر مقدمة للإصابة بسرطان المريء).

إذا كان حرقة المعدة الشديدة تُسبب آلاماً يومية تؤثر على جودة الحياة.

عند وجود فتق الحجاب الحاجز الذي يزيد من شدة الارتجاع المعدي المريئي.

إذا تُرك مرض الارتجاع المعدي المريئي دون علاج، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. ولهذا السبب، تُعد عملية تثنية القاع في نيسن الخيار المناسب عندما تفشل العلاجات الأخرى في تقديم الحل.

الفوائد الرئيسية لعملية تثنية القاع في نيسن

توفر تخفيفاً طويل الأمد من أعراض الارتجاع المعدي المريئي (GERD) وحرقة المعدة.

تقلل أو تُلغي الحاجة إلى تناول أدوية الارتجاع أو وصفات أدوية الحموضة.

تُساعد في شفاء المريء من التلف الناتج عن أحماض المعدة.

تمنع حدوث مضاعفات مثل القرح، تضيقات المريء، أو مريء باريت.

تُحسن جودة الحياة من خلال تقليل الأعراض مثل حرقة المعدة والارتجاع والانتفاخ.

تُجرى باستخدام تقنية المنظار الجراحي، مما يعني شقوقاً أصغر، وألم أقل، وفترة تعافٍ أسرع.

كيف يجب أن تستعد لإجراء عملية تثنية القاع في نيسن؟

للتحضير بشكل مثالي لعملية تثنية القاع في نيسن وضمان تحقيق أفضل النتائج، سيقدم لك الطبيب إرشادات واضحة تشمل الآتي:

• التقييم الطبي: ستخضع لفحوصات طبية مثل التنظير الداخلي وقياس درجة الحموضة وقياس الضغط المريئي للتأكد من وظيفة المريء وتشخيص الحالة بدقة.
• تعديل الأدوية: قد يُطلب منك التوقف عن تناول بعض أدوية الارتجاع المعدي المريئي قبل العملية، حسب توجيهات الطبيب.
• الصيام قبل الجراحة: ستحتاج إلى الامتناع عن الأكل والشرب لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة قبل الجراحة لضمان سير العملية بشكل آمن.
• تغيير نمط الحياة: يشمل ذلك التوقف عن التدخين، اتباع نظام غذائي صحي، وتجنب الأطعمة التي تسبب الارتجاع، مما يُحسن من نتائج العملية.

كيف يتم إجراء عملية تثنية القاع في نيسن؟

تُجرى عملية تثنية القاع في نيسن عادة باستخدام تقنية التنظير الجراحي البسيط، وهي طريقة حديثة تتسم بقلة التدخل الجراحي وتتضمن الخطوات التالية:

يتم إجراء شقوق صغيرة في منطقة البطن.

تُدخل كاميرا صغيرة وأدوات جراحية دقيقة من خلال هذه الشقوق.

يقوم الجراح بلف الجزء العلوي من المعدة (القاع) حول الجزء السفلي من المريء.

يُنشئ هذا اللف صمامًا جديدًا يمنع تسرب الحمض المعدي إلى المريء.

تُغلق الشقوق الجراحية، ويتم مراقبة المريض للتأكد من التعافي.

تُعرف هذه العملية أيضًا باسم عملية نيسن بالمنظار، وعادةً ما تستغرق ما بين ساعة إلى ساعتين، وتتطلب إقامة قصيرة في المستشفى.

ما الذي يمكن أن تتوقعه؟

1. قبل العملية:

ستتلقى تخديرًا عامًا لتكون في حالة نوم كامل أثناء الجراحة دون الشعور بأي ألم.

سيقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة في منطقة البطن لتحضيرك للجراحة.

2. أثناء العملية:

يتم لف الجزء العلوي من المعدة (القاع) حول المريء وتثبيته بإحكام، لتشكيل صمام يمنع ارتجاع الأحماض.

عادةً ما تستغرق العملية ما بين ساعة إلى ساعتين.

3. بعد العملية:

قد تشعر بآلام خفيفة أو انتفاخ بسيط في البطن.

سيُطلب منك الالتزام بنظام غذائي يعتمد على السوائل لعدة أيام، ثم التدرج نحو تناول الأطعمة اللينة، ثم العودة إلى الطعام العادي تدريجيًا.

يتمكن معظم المرضى من العودة إلى أنشطتهم اليومية الطبيعية خلال فترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

على الرغم من أن عملية تثنية القاع في نيسن تُعتبر آمنة بشكل عام، إلا أن هناك بعض المضاعفات المحتملة التي يجب أن تكون على دراية بها:

صعوبة في البلع (عسر البلع) خلال الأيام الأولى.

متلازمة انتفاخ الغاز (الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ بعد الوجبات).

مخاطر نادرة تشمل الإصابة بالعدوى، أو حدوث نزيف، أو إصابة الأعضاء المجاورة.

عودة أعراض الارتجاع ، قد يعاني بعض المرضى من تكرار أعراض الارتجاع في حالات نادرة.

النتائج و التوقعات

يحقق معظم المرضى الذين يخضعون لعملية تثنية القاع في نيسن نتائج إيجابية ملحوظة تشمل:

تحسن ملحوظ أو اختفاء تام لأعراض ارتجاع المريء، مما يخفف من المعاناة اليومية.

تقليل الاعتماد على الأدوية المضادة للحموضة أو أدوية ارتجاع المريء، ما يمنح المرضى حرية أكبر.

تحسين جودة الحياة بفضل تقليل القيود الغذائية والتمتع بتناول الأطعمة دون قلق.

شفاء كامل للتلف الناتج عن أحماض المعدة في المريء، مما يعزز صحة الجهاز الهضمي.

نتائج مستدامة وطويلة الأمد مع احتمال ضئيل جدًا لعودة أعراض الارتجاع مرة أخرى.