نظرة عامة

عملية زراعة القوقعة هي تقنية طبية جراحية تهدف إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع شديد ولم تحقق السماعات التقليدية فائدة لهم. على عكس السماعات التي تقوم فقط بتضخيم الصوت، تعمل زراعة القوقعة على تحفيز العصب السمعي مباشرة، مما يمكن الفرد من سماع الأصوات بوضوح. فتشمل العملية زرع جهاز إلكتروني صغير داخل الأذن الداخلية، حيث يقوم هذا الجهاز بتحويل الإشارات الصوتية إلى نبضات كهربائية تُرسل مباشرة إلى الدماغ، مما يعيد الإحساس بالسمع ويحسن جودة الحياة بشكل ملحوظ.

لماذا يُعتبر إجراءعملية زراعة القوقعة أمرًا ضروريًا؟

تُوصى عملية زراعة القوقعة للأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع شديد ولا يجدون فائدة في استخدام السماعات الطبية. هذه الجراحة تُعتبر حلاً مثاليًا للأسباب التالية:

الأطفال والبالغين الذين يعانون من فقدان سمع حسي عصبي شديد إلى عميق.

الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في فهم الكلام حتى مع استخدام السماعات الطبية.

الأفراد الذين فقدوا سمعهم في مراحل متأخرة من حياتهم ويرغبون في استعادة قدرتهم على تمييز الكلام.

الأطفال الذين وُلِدوا مع ضعف سمع شديد، حيث أن الزرع المبكر يُسهم بشكل ملحوظ في تعزيز تطوير اللغة والقدرة على التواصل.

الفوائد الرئيسية لعملية زراعة القوقعة

تمكّن الأشخاص الذين يعانون من الصمم الشديد من سماع الأصوات وفهم الكلام.

تحسّن مهارات التواصل وجودة الحياة بشكل عام.

تساعد الأطفال الذين يعانون من فقدان السمع على تطوير مهارات الكلام واللغة في سن مبكرة.

تقلل الاعتماد على قراءة الشفاه واللغة الإشارية.

توفر تجربة سمعية أكثر طبيعية مقارنةً بالسماعات الطبية.

تقدم حلاً طويلاً وفعّالاً باستخدام أجهزة السمع المتطورة المزروعة.

كيف يجب عليك التحضير قبل إجراء عملية زراعة القوقعة؟

• اختبارات السمع: سيقوم الطبيب بإجراء اختبارات سمعية دقيقة لتحديد مدى فقدان السمع لديك.
• التقييم الطبي: يتطلب إجراء عملية زراعة القوقعة فحص الأذن الداخلية باستخدام تقنيات تصويرية متقدمة مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، للتأكد من صحة البنية الداخلية.
• الإرشاد والتوجيه: من المهم أن يفهم المريض وعائلته طريقة عمل زراعة القوقعة، والتوقعات الممكنة، وكذلك العناية اللازمة بعد العملية.
• إرشادات ما قبل الجراحة: قد يوصي الطبيب بالتوقف عن تناول بعض الأدوية قبل العملية لضمان نجاح العلاج والتقليل من المخاطر المحتملة.

كيف تتم عملية زراعة القوقعة؟

• التخدير: يتم إعطاء المريض تخديرًا عامًا لضمان راحته طوال العملية.
• الشق: يتم إجراء شق صغير خلف الأذن للوصول إلى الأذن الداخلية.
• وضع الزرعة: يتم زرع جهاز القوقعة بعناية داخل القوقعة.
• تركيب الأقطاب الكهربائية: يتم وضع الأقطاب الكهربائية داخل العصب القوقعي لإرسال الإشارات إلى الدماغ.
• إغلاق الشق: يتم إغلاق الشق ويُوضع الجهاز الخارجي لاحقًا.

تستغرق الجراحة عادةً من ساعتين إلى أربع ساعات، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم أو في اليوم القادم.

ما الذي يمكن أن تتوقعه؟

1. قبل العملية

إجراء تقييم سمعي دقيق وفحوصات تصويرية متقدمة.

التعرف على تكاليف زراعة القوقعة وفهم جميع تفاصيل العملية.

جلسات استشارية شاملة لضمان وضوح التوقعات والإعداد الجيد للعملية.

2. أثناء العملية

تتم الجراحة تحت تأثير التخدير العام لضمان راحة المريض.

مدة الجراحة تتراوح بين ساعتين إلى أربع ساعات.

العملية تتم بتقنيات دقيقة وأقل إيلامًا، مما يقلل من الشعور بعدم الراحة.

3. بعد العملية

فترة الشفاء تمتد لحوالي أسبوعين قبل بدء تفعيل الجهاز.

يتم تفعيل جهاز القوقعة بعد الشفاء الأولي لتفعيل حاسة السمع.

مرحلة التكيف التدريجي مع الأصوات الجديدة وتعلم كيفية فهمها بشكل أفضل.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

على الرغم من أن عملية زراعة القوقعة تُعتبر آمنة بشكل عام، إلا أن هناك بعض المخاطر التي قد تحدث، وهي:

الإصابة بالعدوى أو التورم في مكان الجراحة.

الشعور بالدوار أو صعوبة في التوازن لفترة قصيرة.

فشل في جهاز الزراعة (وهو أمر نادر للغاية، وقد يتطلب استبداله).

إصابة في العصب الوجهي (نادراً جدًا لكنها ممكنة).

الشعور بالطنين (رنين الأذن) بعد إجراء الزراعة.

النتائج و المتوقعات

يلاحظ معظم المرضى تحسنًا تدريجيًا في قدرتهم على السمع خلال أسابيع قليلة إلى عدة أشهر.

مع المتابعة العلاجية، يصبح بإمكان الأفراد التعرف على الكلام وفهم الأصوات المحيطة.

الأطفال الذين يتم زرع القوقعة لهم في مراحل عمرية مبكرة يظهرون تطورًا ملحوظًا في مهارات اللغة والتواصل.

البالغون الذين فقدوا السمع مؤخرًا يتمكنون من التكيف بسرعة أكبر واستعادة جزء من قدرتهم على السمع.

نسبة النجاح في هذا العلاج مرتفعة، حيث أفاد العديد من المرضى بتحسن ملموس في جودة حياتهم اليومية.