نظرة عامة على الانصمام الرئوي

الانصمام الرئوي (PE) هو حالة طبية خطيرة تحدث عندما ينتقل جلطة دموية إلى الرئتين وتقوم بانسداد أحد الشرايين الرئوية. يؤدي هذا الانسداد إلى انقطاع تدفق الدم إلى أنسجة الرئة، مما يُسبّب تلفًا في الرئة وانخفاضًا في مستوى الأكسجين في الجسم.

في أغلب الحالات، تتكوّن هذه الجلطات في الأوردة العميقة للساقين، وهي حالة تُعرف باسم الخثار الوريدي العميق (DVT). يُعد التشخيص المبكر والعلاج الفوري أمرًا بالغ الأهمية، إذ قد يُشكّل الانصمام الرئوي خطرًا يهدد الحياة إذا لم يُعالج بسرعة وفعالية.

أنواع الانصمام الرئوي

1. الانصمام الرئوي الحاد: يحدث نتيجة انسداد مفاجئ في أحد الشرايين الرئوية، وتظهر الأعراض بسرعة وتتطلب رعاية طبية طارئة.

2. الانصمام الرئوي المزمن: ينجم عن جلطات متكررة أو غير معالجة، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية على المدى الطويل.

3. الانصمام الرئوي الضخم: عبارة عن جلطة كبيرة تؤدي إلى انخفاض شديد في ضغط الدم وقد تُسبب صدمة دموية (shock) تهدد الحياة.

4. الانصمام الرئوي تحت الضخم: انسداد متوسط الحجم يسبب إجهادًا على القلب دون أن يؤدي إلى انخفاض كبير في ضغط الدم.

5. الانصمام الرئوي السرج : نوع نادر لكنه شديد الخطورة، حيث تستقر الجلطة عند تفرّع الشريان الرئوي الرئيسي وتعيق تدفق الدم بشكل واسع.

أعراض الانصمام الرئوي

ضيق مفاجئ في التنفس، حتى أثناء الراحة.

ألم حاد في الصدر يزداد سوءًا عند أخذ نفس عميق.

تسارع في ضربات القلب أو خفقان غير منتظم.

دوخة أو نوبات إغماء.

سعال مصحوب بالدم (نفث الدم).

شعور غير مبرر بالقلق أو التوتر.

ألم أو تورم في الساق، خاصة في منطقة بطة الساق (الربلة).

زرقة في الشفاه أو الجلد في الحالات الشديدة، نتيجة نقص الأكسجين.

أسباب الانصمام الرئوي

انتقال الجلطات الدموية من الأوردة العميقة، وغالبًا ما تكون في الساقين.

الجلوس أو الاستلقاء لفترات طويلة دون حركة، مثل ما يحدث بعد العمليات الجراحية، أو خلال الرحلات الجوية الطويلة، أو في حالات الراحة الطويلة في الفراش.

إصابة أو صدمة مباشرة للأوردة تؤدي إلى تكوّن الجلطات.

العمليات الجراحية، خصوصًا جراحات العظام أو الحوض، التي تزيد من احتمالية تشكّل الجلطات.

الإصابة بالسرطان أو تلقي علاجات السرطان، حيث تزداد قابلية الدم للتجلّط.

فترة الحمل والولادة، بسبب التغيرات الهرمونية وضغط الرحم على الأوردة.

العلاج الهرموني أو استخدام حبوب منع الحمل، التي قد تزيد من خطر التجلّط.

اضطرابات وراثية في تخثّر الدم، تجعل الجسم أكثر عرضة لتكوين الجلطات.

المضاعفات الناتجة عن الانصمام الرئوي

تلف دائم في أنسجة الرئة نتيجة الاحتشاء الرئوي (موت أنسجة الرئة بسبب نقص التروية).

انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، مما قد يؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء الحيوية.

ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية (الضغط الرئوي المرتفع)، مما يُجهد القلب والرئتين.

تكرار حدوث الانصمام الرئوي إذا لم يتم العلاج بشكل صحيح.

فشل القلب، خاصة في الحالات الشديدة أو المزمنة.

توقف مفاجئ في القلب أو الوفاة، في حال الانصمام الرئوي الضخم غير المعالج.

عوامل الخطر للإصابة بالانصمام الرئوي

الخضوع لجراحة حديثة أو التعرّض لإصابة أو صدمة جسدية.

عدم الحركة لفترات طويلة، كما في السفر الطويل أو البقاء في المستشفى.

وجود تاريخ سابق للإصابة بالجلطات الدموية أو الخثار الوريدي العميق (DVT).

السمنة واتباع أسلوب حياة خامل دون نشاط بدني.

التدخين والإفراط في تناول الكحول، مما يزيد من احتمالية تكوّن الجلطات.

استخدام أدوية تحتوي على الإستروجين، مثل حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني.

التقدّم في السن أو وجود اضطرابات وراثية في تخثّر الدم.

الإصابة بأمراض مزمنة مثل فشل القلب أو السرطان، التي تُزيد من خطر الانصمام.

الوقاية من الانصمام الرئوي

الحفاظ على النشاط البدني المنتظم، خصوصًا أثناء فترات السفر الطويل أو فترة النقاهة بعد العمليات.

ارتداء الجوارب الضاغطة في حال أوصى بها الطبيب بعد الجراحة لتقليل خطر تكوّن الجلطات.

تناول مميعات الدم (مضادات التخثّر) إذا وصفها الطبيب كإجراء وقائي.

شرب كميات كافية من السوائل لتجنّب الجفاف الذي يزيد من لزوجة الدم.

رفع الساقين عند الجلوس لفترات طويلة لتحسين تدفق الدم في الأوردة.

الإقلاع عن التدخين لأنه يُزيد من احتمالية التجلط ومشاكل الأوعية الدموية.

الالتزام التام بتعليمات الحركة بعد العمليات الجراحية حسب إرشادات الطبيب.

التحكّم في الأمراض المزمنة مثل السمنة، ارتفاع ضغط الدم، أو السكري لتقليل عوامل الخطر.