نظرة عامة على مرض القرحة الهضمية

يشير مرض القرحة الهضمية إلى تكوّن تقرّحات مؤلمة في بطانة المعدة، أو الجزء السفلي من المريء، أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر). وتحدث هذه التقرّحات نتيجة تآكل الطبقة الواقية للجهاز الهضمي بفعل الأحماض المعدية.

في الغالب، تعود أسباب الإصابة إلى عدوى بكتيرية تُعرف باسم هيليكوباكتر بيلوري (الجرثومة الحلزونية)، أو الاستخدام الطويل المدى للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين والديكلوفيناك.

وفي حال عدم تلقي العلاج المناسب، قد تؤدي القرحة الهضمية إلى مضاعفات خطيرة مثل النزيف الداخلي أو ثقب في جدار المعدة، مما يُشكّل خطرًا مباشرًا على حياة المريض.

أنواع مرض القرحة الهضمية

القرحة المعدية: تتكوّن في البطانة الداخلية للمعدة.

قرحة الاثني عشر: تظهر في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المعروف بـ الاثني عشر.

القرحة المريئية: تحدث في الجزء السفلي من المريء.

القرحة الناتجة عن التوتر (القرحة الإجهادية): تنجم عن إجهاد جسدي شديد، وتُشاهد غالبًا لدى المرضى في وحدات العناية المركزة أو المصابين بأمراض خطيرة.

القرحة المقاومة للعلاج: لا تلتئم حتى بعد 8 إلى 12 أسبوعًا من العلاج المنتظم.

أعراض داء القرحة الهضمية

ألم حارق أو شعور بالتآكل المستمر في المعدة، يزداد غالبًا بين الوجبات أو أثناء الليل.

الغثيان أو التقيؤ، وقد يصاحب القيء أحيانًا وجود دم.

فقدان الشهية أو نقصان الوزن دون سبب واضح.

شعور بالامتلاء أو الانتفاخ حتى بعد تناول وجبات صغيرة.

البراز الداكن القَطِري اللون، ما قد يُشير إلى وجود نزيف داخلي.

حرقة المعدة أو أعراض مشابهة للارتجاع الحمضي.

الإرهاق والتعب العام نتيجة فقدان الدم الناتج عن القرحة النازفة.

أسباب مرض القرحة الهضمية

عدوى بكتيرية بجرثومة هيليكوباكتر بيلوري (الجرثومة الحلزونية)، وهي من أكثر الأسباب شيوعًا.

الاستخدام الطويل المدى للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين، والأسبرين، والنابروكسين.

زيادة إنتاج حمض المعدة كما يحدث في متلازمة زولينجر إليسون (اضطراب نادر يسبب فرط إفراز الحمض).

التدخين، إذ يُبطئ من عملية شفاء التقرحات ويزيد من تفاقمها.

تناول الكحول، حيث يؤدي إلى تهيّج بطانة المعدة وزيادة خطر الإصابة بالقرحة.

الضغط النفسي والأطعمة الحارة لا يُعدّان من الأسباب المباشرة للقرحة، لكنهما قد يزيدان من شدة الأعراض.

المضاعفات الناتجة عن مرض القرحة الهضمية

قرحة نازفة قد تؤدي إلى فقر الدم أو ظهور براز أسود اللون (قَطِري) نتيجة النزيف الداخلي.

ثقب في جدار المعدة أو الأمعاء، وهي حالة خطيرة تتطلّب تدخلًا جراحيًا طارئًا.

انسداد مخرج المعدة (انسداد الفتحة التي تفرغ الطعام من المعدة إلى الأمعاء)، مما يسبب القيء وفقدان الوزن.

التهاب الصفاق (البريتون)، وهو عدوى مهددة للحياة تحدث نتيجة ثقب القرحة وتسرب محتويات المعدة إلى التجويف البطني.

زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، خاصةً في الحالات المرتبطة بعدوى هيليكوباكتر بيلوري (الجرثومة الحلزونية).

عوامل الخطر للإصابة بمرض القرحة الهضمية

الاستخدام المتكرر للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) أو مسكنات الألم المتوفرة بدون وصفة طبية.

عدوى غير معالجة بجرثومة هيليكوباكتر بيلوري (الجرثومة الحلزونية).

التدخين والإفراط في تناول الكحول، حيث يزيدان من تهيّج بطانة الجهاز الهضمي.

تجاوز سنّ الستين، إذ تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في العمر.

وجود تاريخ عائلي للإصابة بالقرحة.

المعاناة من أمراض مزمنة في الكبد أو الكلى أو الرئتين.

الوقاية من مرض القرحة الهضمية

تجنّب الاستخدام المتكرر للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)، أو تناولها مع الطعام لتقليل ضررها على المعدة.

علاج عدوى هيليكوباكتر بيلوري (الجرثومة الحلزونية) بشكل فوري باستخدام المضادات الحيوية المناسبة.

الإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك الكحول قدر الإمكان.

التحكّم في التوتر النفسي من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.

تناول وجبات متوازنة بانتظام وعدم تخطي الوجبات، للحفاظ على استقرار إفرازات المعدة.

استخدام مثبطات مضخات البروتون (PPIs) في حال تناول مضادات الالتهاب لفترات طويلة، لحماية بطانة المعدة من التقرحات.