نظرة عامة على داء لايم

داء لايم هو مرض بكتيري خفيّ المظهر، عميق الأثر، ينشأ عن الإصابة ببكتيريا تُدعى بكتيريا بوريليا بورغدورفيري المُسبّبة لداء لايم، تنتقل إلى الإنسان عبر لدغة قرادة سوداء الأرجل، وهي حشرة صغيرة تُعرف في بعض البيئات باسم "قرادة الأيل".

في بدايته، قد يُخدع المريض بتشابه أعراضه مع نزلة برد عابرة، من تعب وصداع وآلام عضلية، لكن ما يُميّزه حقًا هو ظهور طفح جلدي دائري يتّخذ هيئة “عين الثور”، يتمدد تدريجيًا من مركز اللدغة ويُعدّ من العلامات التحذيرية المبكرة. وإن أُهملت هذه المرحلة، فإن المرض لا يلبث أن يتسلل بصمت إلى مفاصل الجسم، ثم إلى الجهاز العصبي، بل وحتى إلى القلب، فيترك وراءه مضاعفات قد تُلازم المرء طويلًا.

لكن حين يُشخّص مبكرًا، ويُعالج بالمضادات الحيوية المناسبة، فإن فرص الشفاء الكامل تكون عالية جدًا، ويستعيد المريض صحته دون أثر يُذكر. فـالوعي، وسرعة الاستجابة، هما درع الوقاية وسلاح النجاة في مواجهة هذا الداء القادم من بين الأعشاب والغابات.

أنواع داء لايم

1.داء لايم الموضعي المبكر: تظهر أعراضه خلال أيام إلى أسابيع من لدغة القرادة، وتكون في الغالب خفيفة، ويُعد الطفح الجلدي الدائري المميّز مع الحمى والتعب أبرز علاماته.

2.داء لايم المنتشر المبكر: في هذه المرحلة تبدأ البكتيريا بالانتقال إلى مختلف أجزاء الجسم، وقد تُؤثر على القلب مسببة اضطرابات في النبض، أو تصل إلى الجهاز العصبي محدثة أعراضًا عصبية مثل التنميل وضعف التركيز.

3.داء لايم المنتشر المتأخر: قد يظهر بعد شهور أو حتى سنوات من الإصابة غير المُعالجة، ويتسبّب في أعراض مزمنة تشمل التهاب المفاصل المتكرّر، ومشاكل في الذاكرة، واضطرابات عصبية معقّدة.

4.داء لايم المزمن (متلازمة ما بعد علاج لايم): حالة تستمر فيها بعض الأعراض مثل الإرهاق، وآلام المفاصل، وضعف القدرة الذهنية، رغم انتهاء العلاج بالمضادات الحيوية، ويُعتقد أن السبب يعود إلى استجابة مناعية مطوّلة أو خلل التهابي مستمر.

أعراض داء لايم

ظهور طفح جلدي دائري الشكل يُعرف باسم "عين الثور" (الحمامى المهاجرة) في موضع لدغة القرادة

حمّى، قشعريرة، صداع، وشعور عام بالإرهاق والتعب

آلام في العضلات والمفاصل قد تتنقّل بين الأطراف

تورّم في العقد اللمفاوية القريبة من موضع الإصابة

تنميل أو وخز في الأطراف، واضطرابات في الذاكرة في المراحل المتأخرة

شلل في عضلات الوجه أو ارتخاء في أحد جانبي الوجه

عدم انتظام ضربات القلب في المراحل المنتشرة من المرض

أسباب داء لايم

ينجم داء لايم عن الإصابة ببكتيريا من نوع بوريليا، وأشهرها بوريليا بورغدورفيري، وهي بكتيريا حلزونية الشكل.

تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان من خلال لدغة قرادة سوداء الأرجل (Ixodes) المُصابة، وهي قرادة صغيرة الحجم تنشط غالبًا في المناطق العشبية أو الغابات.

تُصاب القرادة بالعدوى عند تغذيتها على دم الحيوانات الحاملة للبكتيريا، مثل الأيائل والفئران البرية، ثم تُنقل إلى الإنسان عند اللدغ، خاصة إذا بقيت ملتصقة بالجلد لعدة ساعات دون أن يُلاحظها المصاب.

مضاعفات مرض ليم

مشكلات في الجهاز العصبي مثل التهاب السحايا أو شلل الوجه المؤقت

التهاب المفاصل، خاصةً في المفاصل الكبيرة مثل الركبة، وقد يصاحبه ألم وتيبّس

اضطراب في نبض القلب، يظهر في بعض الحالات المتقدّمة

ضعف في الذاكرة أو التركيز، نتيجة تأثّر الجهاز العصبي

شعور دائم بالتعب وآلام في العضلات والمفاصل قد تستمر لفترة طويلة

عوامل الخطر في داء لايم

التواجد لفترات طويلة في المناطق العشبية أو الغابات

تعريض الجلد المكشوف أثناء التنزّه أو العمل في الهواء الطلق

عدم إزالة القرادة بسرعة بعد التعرّض لها

العيش أو السفر إلى مناطق تنتشر فيها القراد مثل شمال شرق وشمال وسط الولايات المتحدة

وجود حيوانات أليفة خارجية قد تنقل القراد إلى داخل المنزل

الوقاية من داء لايم

استخدام طارد الحشرات الذي يحتوي على مادة طاردة للحشرات (DEET) أو بيرميثرين

ارتداء ملابس طويلة عند التواجد في مناطق تنتشر فيها القراد

فحص الجسم كاملًا بعد الأنشطة الخارجية للتأكد من عدم وجود قراد

الاستحمام فور العودة من الأماكن المفتوحة

الحفاظ على الحدائق والمروج مشذّبة لتقليل بيئة القراد

توفر لقاحات خاصة للكلاب، فيما لا يزال تطوير لقاح للبشر قيد البحث