نظرة عامة على تمخرط القرنية

تمخرُط القرنية هو اضطراب بصري مترقٍّ، تتبدّل فيه طبيعة القرنية تلك العدسة الشفافة التي تتخذ شكل القبة في مقدمة العين، إذ تبدأ بالتناقص في السُمك تدريجيًا، وتنحني نحو الخارج حتى تغدو أشبه بالمخروط منها بالدائرة. هذا التشوّه البنيوي في القرنية يُربك مسار الضوء الداخل إلى العين، فينحرف عن موضعه الطبيعي على شبكية العين، مما يُفضي إلى تشوش في الرؤية، أو ضبابية بصرية قد تتفاقم مع الزمن.

وغالبًا ما يُطلّ هذا المرض في مقتبل العمر، سواء في مرحلة المراهقة أو في أوائل العشرينات، ليواصل زحفه البطيء نحو التقدّم على مدى يتراوح بين عشرة إلى عشرين عامًا، ما لم يُرصد مبكرًا. إنّ التشخيص المبكر لتمخرط القرنية، إلى جانب الإدارة الطبية السليمة، يُعدّ الركن الركين في سبيل الحفاظ على البصر وتجنّب التدهور التدريجي في جودة الرؤية.

أنواع تمخرُط القرنية

1. التمخرط الخفيّ: وهو أضعف صور تمخرط القرنية وأخفّها وطأة، وقد يمرّ دون تشخيص لسنوات، إذ لا تظهر فيه سوى أعراض طفيفة لا تُثير القلق في بداياتها.

2. التمخرط المبكّر: تبدأ فيه ملامح التغيّر في شكل القرنية بالظهور، ويُمكن التحكم في الحالة نسبيًا عبر النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، دون الحاجة إلى تدخل جراحي.

3. التمخرط المتقدّم: تشتدّ فيه رقة القرنية وتبرز إلى الأمام بشكل ملحوظ، مما يؤثر بشدة على الرؤية، وقد تستدعي الحالة هنا خيارات جراحية مثل زرع حلقات قرنية أو زراعة قرنية جزئية أو كلية.

4. التمدّد القرنيّ بعد الليزك: وهي حالة نادرة تحاكي تمخرط القرنية في أعراضها، ولكنها تظهر تحديدًا بعد الخضوع لجراحة تصحيح النظر بتقنية الليزك، وتنتج عن ضعف في بنية القرنية بعد العملية.

أعراض القرنية المخروطية

رؤية مشوشة أو مشوّهة، خاصّة في الليل أو في الإضاءة الخافتة.

زيادة الحساسية للضوء وظهور وهج مزعج عند النظر إلى الأضواء الساطعة.

تغيّرات متكرّرة في وصفة النظارات الطبية خلال فترات زمنية قصيرة.

صعوبة في الرؤية الواضحة رغم استخدام النظارات أو العدسات.

ظهور هالات حول مصادر الضوء، خاصة في المساء.

إجهاد في العين أو صداع ناتج عن ضعف التركيز البصري.

أسباب تمخرط القرنية

الاستعداد الوراثي في العديد من الحالات

فرك العين المزمن، لا سيّما لدى من يعانون من الحساسية

وجود اضطرابات في النسيج الضام الكامن في الجسم

عوامل بيئية مثل التعرّض المفرط للأشعة فوق البنفسجية

التغيرات الهرمونية المصاحبة لمرحلة البلوغ

المضاعفات المحتملة في حالات القرنية المخروطية

ضعف شديد في البصر إذا لم تُعالج الحالة

تندّب في أنسجة القرنية خلال المراحل المتقدّمة

عدم القدرة على تحمّل العدسات اللاصقة

تورّم مفاجئ في القرنية نتيجة تجمع السوائل

ضيق نفسي وتوتر عاطفي بسبب صعوبة الرؤية والتكيّف البصري

عوامل الخطر المرتبطة بتمخرط القرنية

وجود تاريخ عائلي للإصابة بتمخرط القرنية

الحساسية المزمنة والعادة المستمرة في فرك العين

بعض الحالات الوراثية مثل متلازمة داون ومتلازمة إهلرز دانلوس

الإصابة بالربو أو الإكزيما الجلدية

البلوغ السريع والتغيرات الهرمونية المفاجئة

طرق الوقاية من تمخرط القرنية

تجنّب فرك العين بشكل مفرط

حماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية باستخدام النظارات الشمسية

التعامل السليم مع حالات حساسية العين

إجراء فحوصات منتظمة للعين في حال وجود تاريخ عائلي

طلب الاستشارة الوراثية لدى العائلات المعرّضة للخطر المرتفع