نظرة عامة على التهاب الدماغ الياباني

يُعد التهاب الدماغ الياباني (JE) أحد الالتهابات الفيروسية الخطيرة التي تُصيب الجهاز العصبي المركزي، وينجم عن الإصابة بـ فيروس التهاب الدماغ الياباني (JEV)، وهو فيروس ينتقل عبر لدغات بعوضة الكولكس، التي تتكاثر بكثرة في المناطق الريفية، والمستنقعات، والحقول الزراعية، خاصةً في بلدان جنوب شرق آسيا. وعلى الرغم من أن النسبة الكبرى من المصابين لا تظهر عليهم أية أعراض، إلا أن بعض الحالات القليلة قد تتطوّر بشكل خطير، حيث يصل الفيروس إلى الدماغ، مُسببًا التهابًا دماغيًا حادًا، مما يؤدي إلى تورّم المخ، وتلف دائم في الوظائف العصبية، وقد يفضي إلى الوفاة خلال أيام إن لم يتم التدخل سريعًا. ويُعد هذا المرض من أهم التحديات الصحية في المناطق الاستوائية والموبوءة، خصوصًا خلال موسم الأمطار وما يليه، حين تتكاثر البعوض بكثافة وتنشط حركة الفيروس في البيئة.

وتتجسّد الوقاية الحقيقية في الحصول على اللقاح المضاد لفيروس JE، والذي يُعتبر الوسيلة الأنجع لحماية الأفراد، إلى جانب اتباع تدابير مكافحة البعوض، مثل رش المبيدات، وتجفيف المياه الراكدة، واستخدام الناموسيات، الأمر الذي يُقلّل من فرص الإصابة بشكل فعّال.

أنواع فيروس التهاب الدماغ الياباني

1. العدوى غير المصحوبة بأعراض: وهي الشكل الأكثر شيوعًا، حيث لا تظهر على المصاب أي علامات مرضية تُذكر.

2. المرض الحُمَّوي الخفيف: يتميّز بظهور الحمى، والصداع، والشعور العام بالإعياء والتعب.

3. النمط الدماغي الحاد: يشمل التهابًا في الدماغ، وقد يترافق مع نوبات تشنجية، أو دخول في غيبوبة، أو حدوث إعاقات عصبية دائمة.

4. التهاب الدماغ الياباني من النوع B: وهو مصطلح آخر يُستخدم غالبًا للإشارة إلى العدوى الناجمة عن فيروس التهاب الدماغ الياباني.

أعراض التهاب الدماغ الياباني

ارتفاع شديد في درجة الحرارة مصحوب بالقشعريرة والارتجاف.

صداع حاد مع تصلب في الرقبة، يُشير إلى بداية تأثر الجهاز العصبي المركزي.

ظهور حالات من الارتباك الذهني واضطراب في الوعي والتوجّه.

التقيؤ وآلام في البطن، نتيجة الاستجابة الالتهابية العامة للجسم.

نوبات تشنجية، وتظهر بشكل خاص عند الأطفال المصابين.

ظهور رعشات أو حركات لا إرادية تدل على تأثر الدماغ العميق.

وفي الحالات الشديدة، قد تتدهور الحالة إلى غيبوبة كاملة تهدد الحياة.

أسباب التهاب الدماغ الياباني

يُسبّب المرض فيروس التهاب الدماغ الياباني (JEV)، وهو فيروس ينتمي إلى عائلة الفَلافِي (Flavivirus).

يَنتقل الفيروس عبر بعوضة الكيوليكس (Culex)، وبشكل خاص بعوضة كوليكس تريتاينورينخوس، وهي الأكثر شيوعًا في نقل العدوى.

تُعد الخنازير والطيور الخوّاضة (الطيور التي تعيش قرب المياه الضحلة) من المضيفات المستودعة التي تحتضن الفيروس وتنقله للبعوض.

ينتشر المرض عادة في المناطق التي تكثر فيها حقول الأرز والمياه الراكدة، إذ توفّر هذه البيئات الظروف المثالية لتكاثر البعوض الناقل للعدوى.

المضاعفات في فيروس التهاب الدماغ الياباني

تلف عصبي دائم، مثل ضعف القدرات الإدراكية أو اضطرابات في الحركة.

شلل أو قصور في الوظائف الحركية.

فقدان السمع أو القدرة على النطق.

اضطرابات سلوكية وعاطفية تؤثر على التفاعل الاجتماعي والنفسي للمريض.

دخول في غيبوبة أو الوفاة في الحالات الشديدة والمتقدّمة.

عوامل الخطر في فيروس التهاب الدماغ الياباني

الإقامة أو السفر إلى المناطق الريفية الموبوءة في آسيا والمحيط الهادئ الغربي.

الأشخاص غير المطعّمين الذين يعيشون في مناطق عالية الخطورة.

التعرض للبعوض خلال موسم الأمطار الموسمية، حيث تزداد معدلات الإصابة.

العمل في الزراعة أو تربية المواشي، ما يزيد من فرص الاحتكاك بالبعوض والفيروس.

الأطفال الصغار وكبار السن، إذ يُعتبرون من الفئات الأكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة.

الوقاية من فيروس التهاب الدماغ الياباني

التطعيم ضد التهاب الدماغ الياباني: يُعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية.

تجنّب الأنشطة الخارجية في فترتي الغسق والفجر، وهي الأوقات التي ينشط فيها البعوض.

استخدام طاردات الحشرات وارتداء ملابس واقية تغطي الجسم بالكامل.

تركيب الناموسيات والشبكات الواقية على النوافذ والأبواب داخل المنازل.

التخلّص من المياه الراكدة حول أماكن السكن، لتقليل تكاثر البعوض.

ضمان إبقاء الثروة الحيوانية على مسافة آمنة من مساكن البشر، للحد من احتمالات انتقال العدوى.