التهاب اللفافة الناخر

نظرة عامة على التهاب اللفافة الناخر

يُعد التهاب اللفافة الناخر من أخطر أنواع العدوى التي تصيب الأنسجة الرخوة، إذ يتميّز بسرعة انتشاره وتسبّبه في نخر الأنسجة وموتها. وغالبًا ما يُشار إليه اصطلاحًا بالبكتيريا الآكلة للّحم، نظرًا لسرعة تآكله للأنسجة المصابة بشكل مروّع.

يهاجم هذا المرض بشكل رئيسي اللفافة، وهي النسيج الضام الذي يُغلف العضلات والأعصاب والأوعية الدموية. وغالبًا ما يبدأ المرض بإصابة بسيطة في الجلد، لكنه يتفاقم بسرعة مذهلة، ما يجعل التشخيص المبكر ضرورة ملحّة.

وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة خلال فترة وجيزة، ما يستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا وفوريًا. وفي حال التأخر عن العلاج المناسب، فقد يُشكّل هذا المرض خطرًا قاتلًا على حياة المصاب.

أنواع التهاب اللفافة الناخر

• النوع الأول (متعدد الجراثيم): ينشأ عادة عن مزيج من البكتيريا الهوائية واللاهوائية، ويشمل كائنات موجبة وسالبة الغرام، ما يجعل العدوى معقدة وشديدة الخطورة.
• النوع الثاني (أحادي الجرثومة): يكون غالبًا ناتجًا عن الإصابة ببكتيريا المكورات العقدية من المجموعة A، وقد تُرافقها بكتيريا العنقودية الذهبية، بما في ذلك السلالة المقاومة للميثيسيلين (MRSA).
• النوع الثالث: يتضمن عادة بكتيريا كلوستريديوم، وقد يؤدي إلى الغنغرينا الغازية، وهي إحدى أكثر أشكال المرض فتكًا.
• غنغرينا فورنييه: أحد أشكال التهاب اللفافة الناخر الذي يصيب المناطق التناسلية أو حول الشرج والعجان، وغالبًا ما ينجم عن خليط من البكتيريا الهوائية واللاهوائية.

أعراض التهاب اللفافة الناخر

• ألم شديد للغاية: يكون الألم أشد بكثير مما تبدو عليه الإصابة السطحية، وقد يكون أول علامة للعدوى.
• احمرار أو تغيّر في لون الجلد: يصبح الجلد مائلًا إلى اللون الأحمر أو الأرجواني، وقد تظهر عليه بثور أو علامات نخر واضحة.
• تورّم وحمّى: انتفاخ سريع في المنطقة المصابة يرافقه ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
• اسوداد أو تغيّر لون الأنسجة: قد تصبح المنطقة المصابة سوداء أو ذات مظهر متفحم نتيجة موت الأنسجة.
• تموّت الأنسجة: تُسبب العدوى تدميرًا واسعًا في الجلد والأنسجة العميقة، مما يؤدي إلى تآكلها وانهيارها بسرعة.

أسباب التهاب اللفافة الناخر

• العدوى البكتيرية: السبب الأكثر شيوعًا هو دخول بكتيريا ضارة مثل العقدية من المجموعة A أو العنقودية الذهبية إلى الجسم عبر الجروح، أو التمزقات الجلدية، أو بعد العمليات الجراحية.
• الرضوض أو الإصابات: أي جرح أو خدش أو تدخل جراحي قد يفتح الطريق أمام البكتيريا لتغزو الأنسجة العميقة.
• الأمراض المزمنة: تُزيد حالات مثل السكري، والسرطان، وضعف المناعة من قابلية الجسم للإصابة بهذا النوع الخطير من الالتهابات.

مضاعفات التهاب اللفافة الناخر

• الإنتان الدموي: قد تنتشر البكتيريا إلى مجرى الدم، مسببة حالة من التسمم الدموي تُهدد الحياة إن لم تُعالج فورًا.
• البتر: في الحالات المتقدمة، قد يستدعي الأمر استئصال الأنسجة المصابة أو حتى أحد الأطراف لمنع انتشار العدوى.
• فشل الأعضاء: في المراحل المتأخرة، قد يؤدي المرض إلى انهيار في وظائف عدة أعضاء داخل الجسم.
• الوفاة: إذا لم يُعالج التهاب اللفافة الناخر بسرعة وحزم، فقد يُفضي إلى الموت بسبب سرعته في تدمير الأنسجة وانتشاره الشرس.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب اللفافة الناخر

• ضعف الجهاز المناعي: الأشخاص الذين يعانون من خلل في مناعتهم يكونون أكثر عرضة للإصابة.
• الأمراض المزمنة: كداء السكري، السرطان، وأمراض الكلى تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى.
• إصابات الجلد: الجروح والخدوش والشقوق الجراحية تُشكّل منفذًا مباشرًا لدخول البكتيريا إلى داخل الجسم.
• العمليات الجراحية أو الولادة الحديثة: قد تتسبب العدوى بعد الجراحة، خاصة في العمليات عالية الخطورة، في تطور هذا المرض الخطير.
• تعاطي المخدرات عن طريق الحقن الوريدي: استخدام الإبر غير المعقّمة يُتيح للبكتيريا الدخول إلى مجرى الدم والتسبب في عدوى خطيرة.

الوقاية من التهاب اللفافة الناخر

• العناية السليمة بالجروح: تنظيف الجروح وتغطيتها بطريقة صحية وسريعة يقلل من احتمالية الإصابة بعدوى بكتيرية.
• ممارسات النظافة الشخصية الجيدة: غسل اليدين بانتظام وتجنّب مشاركة الأدوات الشخصية كالمناشف يمنع انتقال العدوى.
• الاستجابة الطبية السريعة: مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة أعراض غير مفسّرة كالألم الحاد أو التورم أو احمرار الجلد.
• مراقبة الحالات عالية الخطورة: ينبغي لمن يُعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة أن يكونوا أكثر حذرًا، ويحرصوا على الوقاية من الإصابات ومتابعة صحتهم بشكل مستمر.