سرطان الدم (اللوكيميا)

نظرة عامة على اللوكيميا (سرطان الدم)

اللوكيميا، أو ما يُعرف بسرطان الدم، أو ابيضاض الدم، هي من أخطر أمراض الدم الخبيثة، تبدأ شرارتها الأولى في نخاع العظم، ذلك المصنع الحيوي الذي يُنتج خلايا الدم بأنواعها المختلفة. وفي لحظة اختلال، يشرع النخاع في إفراز كريات دم بيضاء شاذة وغير ناضجة، تتكاثر على غير هدى، فتُزاحم الخلايا السليمة، وتُفسد توازن الدم ووظائفه. هذا الاضطراب العميق لا يطال جهاز المناعة فحسب، بل يُربك كل منظومة الدفاع في الجسد، فيجعل الإنسان عرضةً للعدوى، والنزيف، والتعب المستمر، وغيرها من الأعراض التي تُنهك الجسد والنفس.

تتنوع اللوكيميا بحسب سرعة انتشارها ونوع الخلايا المصابة؛ فمنها ما هو حادٌّ سريع التطور، يظهر فجأة ويتفاقم في أيام أو أسابيع، ومنها ما هو مزمنٌ يتسلل ببطء، يُباغت الإنسان تدريجيًا على مدى شهور أو سنوات، دون أن يُحدث ضجيجًا في بدايته. غير أنّ العلم الحديث قد بسط أنواره على هذا الداء، فصار الكشف المبكر ممكنًا، والعلاج الفعّال متاحًا، مما يُحسّن من فرص النجاة ويمنح الأمل لمن أدركه المرض في بداياته.

أنواع اللوكيميا (سرطان الدم)

1. اللوكيميا النقوية الحادة (AML): نوعٌ شديد العدوانية يُصيب الخلايا النقوية، وهي إحدى أنواع خلايا الدم. يتطوّر بسرعة كبيرة، ويُعد أكثر شيوعًا بين البالغين. يُعدّ التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع أمرًا بالغ الأهمية في هذا النوع.

2. اللوكيميا اللمفاوية الحادة (ALL): لوكيميا سريعة النمو تُصيب الخلايا اللمفاوية، وتظهر غالبًا في مرحلة الطفولة. ورغم خطورتها، فإن نسب الشفاء منها مرتفعة بفضل تطوّر الأساليب العلاجية الحديثة.

3. اللوكيميا النقوية المزمنة (CML): نوعٌ يتسلل ببطء ويؤثّر على الخلايا النقوية. غالبًا ما يُكتشف في مراحل متقدمة بسبب تطوره الصامت. يتطلب علاجًا طويل الأمد ومتابعة دقيقة لتجنب تحوّله إلى نوع أكثر عدوانية.

4. اللوكيميا اللمفاوية المزمنة (CLL): تُصيب الخلايا اللمفاوية، وتُعد الأكثر شيوعًا بين كبار السن. تسير ببطء وتُمهل المريض وقتًا، لكنها قد تُضعف مناعته وتؤثر على نوعية حياته تدريجيًا.

5. لوكيميا الخلايا المشعرة: نوع نادر يُصنّف ضمن فئة اللوكيميا اللمفاوية المزمنة، ويُعرف باسم "الخلايا المشعرة" نظرًا لهيئتها الغريبة تحت المجهر، حيث تظهر كأنها مكسوّة بزوائد دقيقة تشبه الشعر. وغالبًا ما تستجيب هذه الحالة للعلاج بشكل جيد.

6. لوكيميا القطط : مرض فيروسي مُعدٍ يُصيب القطط، ويُؤثر على جهازها المناعي، لكنه لا يُشكّل خطرًا على الإنسان ولا يُنتقل إليه بأي حال.

أعراض سرطان الدم

الإرهاق المستمر والشعور الدائم بالضعف

التعرّض المتكرر أو الشديد للعدوى

فقدان غير مبرر في الوزن

سهولة التعرض للكدمات أو النزيف (مثل: نزيف الأنف، نزيف اللثة)

تضخم في العقد اللمفاوية أو الكبد أو الطحال

حمى متكررة أو نوبات من القشعريرة

آلام في العظام أو المفاصل

شحوب أو تبقّع في الجلد (وقد يظهر طفح جلدي مرتبط باللوكيميا)

ضيق في التنفّس

التعرّق الليلي

أسباب سرطان الدم

تحوّرات جينية في الحمض النووي لخلايا الدم

التعرّض للإشعاع

التعرّض المطوّل لمواد كيميائية مثل البنزين

تلقي علاج سابق كالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي

بعض الاضطرابات الوراثية (مثل متلازمة داون)

التدخين (يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم النقوي الحاد - AML)

وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الدم

مضاعفات سرطان الدم

العدوى الشديدة نتيجة ضعف المناعة

فقر الدم بسبب انخفاض عدد كريات الدم الحمراء

اضطرابات في التجلط نتيجة انخفاض الصفائح الدموية

انتشار المرض إلى أعضاء مثل الكبد والطحال والدماغ

تلف الأعضاء نتيجة تأثيرات العلاج

ظهور سرطانات ثانوية بعد انتهاء العلاج

الاضطرابات النفسية والإرهاق المزمن

عوامل خطر الإصابة بسرطان الدم

العمر: أكثر شيوعًا بين البالغين فوق سن 55 (باستثناء اللوكيميا اللمفاوية الحادة لدى الأطفال)

الجنس: الذكور معرضون لخطر أعلى بدرجة بسيطة

وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الدم

عادات التدخين

تلقي علاج سابق للسرطان

التعرّض المهني للمواد الكيميائية الصناعية

بعض المتلازمات الوراثية المعينة

طرق الوقاية من سرطان الدم

تجنّب التعرّض للمواد الكيميائية الضارّة

الإقلاع عن التدخين

الوقاية من الإشعاع وحماية الجسم منه

اتباع نظام غذائي صحي ونمط حياة متوازن

إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة، خصوصًا في حال وجود تاريخ عائلي

الحدّ من التعرّض لمادة البنزين (الموجودة في البنزين ودخان السجائر)

الحرص على تلقي اللقاحات وتجنّب العدوى